يعيش العالم العربي وتحديدًا دول الخليج حالة من القلق والتأهب مع تزايد انتشار فيروس كورونا الذي بدأ في المملكة العربية السعودية ووصل الى الامارات العربية المتحدة مؤخراً. ومع تفاقم الوضع سوءًا تكثر التساؤلات والتكهنات حول طبيعة هذا المرض وكيفية تفاديه خاصة لدى الأمهات القلقات على أبنائهن، حيث يتواجدون كثيراً في الأماكن العامة ويصبحون أكثر عرضة لعدوى الفيروس. إذا من هو "كورونا"، هذا الفيروس القاتل، وكيف لنا أن نتفاداه، وهل هناك من سبل للوقاية وتحصين الأطفال والشباب وحتى الشيوخ منه، وماذا عن العلاج في حال الاصابة به. جمل عدة مذيلة بعلامات استفهام كثيرة لا بد من إيضاح ما تيسر منها لزرع السكينة والوعي في النفوس. تعريف الفيروس تعرف منظمة الصحة العالمية "كورونا" على أنه فيروس يعود الى عائلة الكورونا التي ينتمي إليها فيروس سارس. لكنّ ثمة فرقاً بين المرضين، فالسارس، عدا عن كونه يصيب الجهاز التنفسي، فإنه قد يتسبب بالتهاب في المعدة والأمعاء، أما كورونا فيختلف عن السارس في أنه يسبب التهاباً حاداً في الجهاز التنفسي، ويؤدي بسرعة إلى الفشل الكلوي. الفيروس وأعراضه لعل أعراض الفيروس لا تجعل الفرد يشك بالاصابة بالمرض الخطير، لاعتبار أنها لا تختلف عن أعراض الانفلونزا كاحتقان الحلق، السعال الحاد، وضيق في التنفس وارتفاع درجة حرارة الجسم، إلا أن الأعراض تلك تتطور الى التهاب رئوي حاد، ما يؤدي الى تلف الحويصلات الهوائية وتورم أنسجة الرئة. كما قد يمنع الفيروس وصول الأوكسجين إلى الدم مسبباً قصوراً في وظائف أعضاء الجسم، ما قد يؤدي إلى الوفاة في حالات معينة. هل ينتقل المرض بين البشر ؟ بالطبع ينتقل المرض عبر البشر مثله مثل سائر الفيروسات التي تجتاح أجسادنا لذا لا بد من عزل المريض فور توارد شكوك ما باصابته بكورونا. وما إن يعطس المريض فإن رذاذ النفس ينتقل في الهواء الى من يحيط به كما أن مصافحته أوملامسته لأي فرد تعرضه فوراً الى العدوى. كما أن المخالطة المباشرة مع سوائل وإفرازات المريض وجزئيات الهواء الصغيرة تسرع من انتقال الفيروس عبر أغشية الانف والحنجرة. الوقاية والعلاج العزل التام يعد من أهم إجراءات الوقاية اللازمة، فبمجرد أن تحدد إصابة المريض لا بد من منعه عن مخالطة الآخرين حفاظاً على صحتهم. ولا بد من الاشارة الى أهمية غسل اليدين عدة مرات في اليوم وتجنب مصافحة الآخرين في حال توارد أنباء عن انتشار المرض في محيط بيئي معين. ويفضل استخدام الكمامات في أماكن الزحام. وعلى الرغم من عدم ارتفاع نسبة الاصابة بكورونا في صفوف الأطفال، حيث لم تتعدَّ ال 5 % إلا أنه لا بد من تأمين شروط بيئية صحية لهم ووضعهم في محيط آمن وعدم مرافقتهم الى الأماكن العامة وخاصة المساحات المخصصة للعب في الأماكن المغلقة. كيفية اكتشاف المرض، وهل من علاج؟ يكتشف فيروس كورونا عن طريق الأعراض أو التحليل المخبري. ولم يستطع الطب إيجاد لقاح ضد المرض حتى يومنا هذا، أما العلاج فهو يقتصر على الأدوية التقليدية الخاصة بالانفلونزا كالأدوية الخاصة بالسعال والمسكنات ومضادات الالتهاب، كما تلعب مناعة الجسم دورًا هاماً في محاربة المرض والشفاء منه. خطوات لا بد من اتباعها: -ضرورة الابتعاد عن الأماكن الرطبة. تهوئة المنزل جيداً. يجب ارتداء قناع (كمامات ) للوقاية من العدوى بالمرض. ضرورة عزل المصاب بغرفة خاصة به وعدم الاحتكاك به وبأغراضه الخاصة حتى يتم الشفاء من المرض. المداومة على غسل اليدين خصوصاً بعد السعال أو العطس واستخدام دورات المياه، وقبل وبعد التعامل مع الأطعمة وإعدادها. - استخدام المنديل عند السعال أو العطس وتغطية الفم والأنف به، ثمّ التخلص منه في سلة النفايات. - تجنب ملامسة العينين والأنف والفم باليد. - تجنب قدر الإمكان الاحتكاك بالمصابين. الى أين وصل كورونا استطاع فيروس كورونا حصد أرواح 81 شخصاً في السعودية منذ اكتشاف المرض في أيلول (سبتمبر)العام 2012 حسب إحصاءات وزارة الصحة في البلاد، كما أشارت الوزارة إلى تسجيل 17 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، مما يرفع عدد الذين أصيبوا بالمرض 261 حالة. وكان الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز أصدر أمرًا ملكيًا بإعفاء وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة من منصبه دون الإعلان عن السبب، إلا أن القرار جاء بعد الإعلان عن ارتفاع عدد الوفيات بفيروس كورونا في المملكة. كما كلّف الملك وزير العمل عادل فقيه بالقيام بعمل وزير الصحة بالإضافة إلى عمله. أما في الامارات العربية المتحدة فقد تحولت الأنظار في الأسبوعين الأخيرين الى إمارة أبوظبي والعين، حيث اكتشف بعض الاصابات بالمرض حيث سجلت أول حالة وفاة بالمرض في الحادي عشر من نيسان (أبريل) الجاري، تعود لمسعف فيلبيني قضى جراء مضاعفات تنفسية. كما سجّلت "هيئة الصحة" في أبوظبي الأحد الماضي، 12 حالة جديدة لفيروس "كورونا"، واتخذت الهيئة جميع الإجراءات الاحترازية الضرورية اللازمة للحد من انتشار المرض. ولا تزال الكويت في مأمن من المرض إلا أنها تتخذ من عامين إجراءات وقائية صارمة خاصة عند النقاط الحدودية مع السعودية، حيث تعمد الى الحجر الصحي لكل من تشتبه باصابته عند عبور الحدود.