دلفت جمعية الخفجي التعاونية الاستهلاكية لموظفي عمليات الخفجي المشتركة إلى سنتها الأولى من عقدها الخامس، فهي الجمعية الاستهلاكية الأولى المسجلة في وزارة الشؤون الاجتماعية، وقد كانت متميزة في الجودة والمحافظة عليها، ومهتمة بالمستهلك، وبالعمل الاجتماعي، ورائدة في مجال العمل التعاوني، ولها تمثيل في مجلس الجمعيات التعاونية من خلال أحد أعضائها. لقد مضى على كارثة الحريق الذي تعرضت له الجمعية أكثر من عشرة أشهر وتسبب لها في خسارة كبرى، ومنذ ذلك التاريخ والمساهمون يتساءلون عن مصير جمعيتهم، بل هو سؤال عام للمستهلكين في الخفجي الذين اعتادوا على ارتيادها لأربعة عقود؛ حيث كانت مصدر التسوق الوحيد في بداياتها. إن الحضور الكبير لأعضاء الجمعية العمومية في يوم الإثنين الماضي يدل دلالة أكيدة على وعي تعاوني كبير لديهم، واهتمام عال بهذا المرفق في تاريخ مدينتهم، وما حضور كبار السن وتحملهم مشقة الجلوس والمتابعة والمشاركة في نقاشات الاجتماع إلا دليل قوي على إصرارهم على عودة عمل هذه الجمعية واستعدادهم لدعمها برأيهم ومشورتهم ومساندة مجلس إدارتها الجديد الذي انتخبوه بعد مضي ثماني سنوات على انتخابهم المجلس السابق. إن هؤلاء الأعضاء اجتمعوا قبل خمسة أشهر في اجتماع غير عادي؛ لمناقشة وضع جمعيتهم، وانتخبوا من بينهم لجنة لإدارة الأزمة من خمسة أعضاء؛ لتقف على أعمال المجلس، وتسانده في تلك المرحلة من أجل النهوض بالجمعية بعد كبوتها، وكان المساهمون يتابعون أعمال المجلس واللجنة، ويتواصلون معها لمعرفة المستجدات. أثبتت التجربة أن التواصل الحقيقي هو أفضل الطرق للتعاون، وهو ما تحقق في تلك الفترة حتى يوم اجتماع الجمعية العمومية -وسيستمر- فكان الحضور المبني على معرفة تامة بما ستجري مناقشته خلاله، فأقر المجتمعون اللائحة الأساسية المعدلة للجمعية؛ لتتوافق مع نظام الجمعيات التعاونية الصادر بقرار مجلس الوزراء، واللائحة التنفيذية له الصادرة بقرار وزير الشؤون الاجتماعية، وانتخبوا عبر اقتراع سري أعضاء مجلس الإدارة الجديد المكون من سبعة أعضاء، وانتظر كثير منهم عملية فرز الأصوات التي استمرت إلى بعد منتصف الليل، وحضروا إعلان النتيجة، وباركوا لإخوانهم الفائزين بعضوية المجلس، وكان المجلس الجديد عمليا حيث اجتمع أعضاؤه، وحددوا من بينهم رئيس المجلس، ونائبه، وأمينه، وأمين الصندوق، وأعلنوا ذلك في قاعة الاجتماع. كتب الأستاذ شلاش الضبعان في جريدة اليوم مقالا بعنوان: «جمعية الخفجي الاستهلاكية.. نهوض جديد» وقد تصادف نشره مع يوم اجتماع الجمعية العمومية للجمعية التعاونية الاستهلاكية لموظفي عمليات الخفجي المشتركة، ومما قال فيه: «رجال الخفجي الذين يملكون العلم والإرادة والحب لمحافظتهم يجب أن يكون هذا الحريق بالنسبة لهم وقودا لعمل راق جديد، يبنى على النجاحات الأولى، ويضع لبنات قوية ومتينة لعمل مؤسسي متكامل بتعاون العقول والهمم الخفجاوية». وقال أيضا: «ثقتي أن الأيام القادمة هي بداية الانطلاقة الجديدة للجمعية التعاونية الاستهلاكية في الخفجي بثوبها الجديد، فرجال الشركة والخفجي -بصورة عامة- لن يتركوا منجزهم يسقط!». كما كتب الدكتور عبدالوهاب القحطاني مقالا بعنوان: «شركة أعمال الخفجي ودعم الجمعية التعاونية الاستهلاكية بالخفجي» في جريدة اليوم نشر في نهاية إبريل الماضي، وختمه بخلاصة قال فيها: «يستحق الخفجاويون الاهتمام والرعاية والدعم من شركة أرامكو السعودية التي تدير شركة أعمال الخليج فقد أصبحت المسؤولية الاجتماعية للشركات معيارا حقيقيا للرعاية والاهتمام والإنسانية، وما دعم إعادة بناء وترميم وتوسعة الجمعية التعاونية الاستهلاكية المحترقة بالخفجي إلا صورة من صور كثيرة للمسؤولية الاجتماعية». أقول للزميلين العزيزين -حفظهما الله- إن المجتمع الخفجاوي يستحق كثيراً، وهو مجتمع يتميز بسمات كثيرة منها: التآلف، والتحاب، والتعاون، والعطاء، وهو مجتمع يُجمع على حب الخفجي، والعمل من أجل تطورها ونمائها، ويتميز بوجود طاقات متعددة من الكفاءات، ومتنوعة المعارف والخبرات، وهو مجتمع قادر -بعون الله- على المساهمة الإيجابية في نماء مدينته. لم أكن أنوي الكتابة عن الجمعية بعد مقالي السابق «تاكاهاشي.. تمورا» المنشور في الشرق 28 نوفمبر 2013، وتحدثت فيه عن نشأة الجمعية وتاريخها، ولكن ما شاهدته -خلال اجتماع الجمعية العمومية- وما سمعته من كثير من المساهمين، وما رأيته من أمل وآمال في عيونهم -شبابا وشيبا- وما سمعته منهم من تطلعات في عودة الجمعية لنشاطها وعملها وخدمة مساهميها والمستهلكين، وما وصلني -بعد انتهاء الاجتماع- من اتصالات ورسائل متنوعة كانت دافعاً قوياً للكتابة. وقفة: تنتظر مجلس إدارة الجمعية التعاونية الاستهلاكية الجديد مهمة شاقة وصعبة، وهو أمام تحدٍ كبير للنهوض بها؛ لتعود أكثر شبابا وعطاء.