كشف وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثفافية الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان، أن وزارة الثقافة والإعلام لا تحابي الطبقة المثقفة التي تحتضنها النوادي الأدبية على حساب البسطاء الذين تحتضنهم الجمعيات، وأن هناك توزيعاً للدعم ضمن بنود واضحة، مبيناً أن الجمعيات تعمل بجد وإخلاص منقطع النظير. وذكر الحجيلان أن ما شاهده في الأحساء، وقبله في حائل «شيء يثلج الصدر»؛ حيث رأى عدداً من الشباب المبدع الرائع الذين يحاولون أن يحفروا في الصخر، وأضاف «أجدهم تغلبوا على مسألة النقص المادي؛ لأنهم بذلوا نفوسهم في سبيل ذلك، والدليل على ذلك ما رأيناه الليلة في هذا المهرجان الرائع، والإقبال الكبير»، مؤكداً أنه يطمح إلى أن يكون هناك تعاون بين وزارة التربية والتعليم لتطوير مسرح الطفل؛ ليكون ضمن المناهج. وكان الحجيلان قد دشن مساء أمس الأول مهرجان مسرح الطفل الثالث، الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الشؤون الثقافية في جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، بحضور رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون سلطان البازعي، ومدير عام الجمعية عبدالعزيز السماعيل، والمخرج عبدالخالق الغانم، ونخبة من الفنانين والنقاد، وقص الحجيلان شريط الأركان المصاحبة للمهرجان، لتبدأ فعاليات اليوم الأول بكلمة مدير المهرجان ورئيس جمعية الثقافة والفنون في الأحساء علي الغوينم. وشهد حفل الافتتاح عرض مسرحية «صندوق المهرج»، من تأليف حسين اليحيى، وإخراج إيمان الطويل، وأدت أدوارها 13 طالبة من المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، بحضور أولياء أمورهن، فمع ضيق المسرح الذي لا يتسع لأكثر من 300 شخص، تم تقسيمه بالنصف للرجال والنساء، بينهما حاجز غير مرئي، وخطٌ لا يرى أوله، وكان الرجال أسفل النساء، بينما تدور أحداث العرض حول شخصية المهرج الذي يضحك الناس، في حين يحمل في داخله حزناً عميقاً، يتمثل في يتمه، ووحدته، ويوصل رسالته من خلال السيرك الذي يعمل به، والصندوق المشوق الذي يحتفظ به المهرج، ورغبة المتطفلين حوله لمعرفة ما بداخله، بيد أن الصندوق كان فارغاً، إلا من مشاعره نحو أبويه، فهو الذكرى الباقية منهما له، وبرعت الممثلات في إيصال الفكرة عن طريق الرقصات الاستعراضية، والحركات الفنية البهلوانية، واللوحات التي قدمت من خلال «مونودراما»، ليختلط الاستعراض بالتمثيل، ويعبرن عن رسالة تربوية يوجهها مسرح الطفل للمتلقين، خاصة للصغار والصغيرات. من جانبه أكد رئيس مجلس جمعية الثقافة والفنون في المملكة سلطان البازعي، أن مقرات الجمعيات في مناطق المملكة غير مُرضية، معللاً ذلك بنقص التمويل المادي لها، مع امتلاكها أراضي على مساحات كافية لإنشاء مسارح كبيرة تكفي لاستيعاب الحضور من الجنسين، مؤملاً حصول الجمعيات على الدعم قريباً، معتبراً أن جمعية الأحساء تتميز بالتنظيم الجيد في أنشطتها. ونفى البازعي عزم مجلس إدارته استحداث فروع جديدة لها في بقية المناطق، لشح الموارد المالية، معوضاً ذلك بعقد شراكات استراتيجية مع جهات حكومية وغيرها، وكل هذه المنافذ تتيح تنفيذ مزيد من الأنشطة، كاشفاً عن وضع اللمسات الأخيرة للبرنامج الوطني لثقافة الطفل، وسينفذ في أنحاء المملكة، بشراكة مع مجموعة الحكير. وسيتم في المهرجان عرض 6 أعمال مسرحية لفرق من أنحاء المملكة، مع فعاليات مصاحبة تخص الأطفال داخل معارض الجمعية، وتم خلال الحفل تكريم لجنة التحكيم، وهم الدكتور سامي الجمعان، وإبراهيم الخميس، والإعلامي جعفر عمران؛ حيث من المقرر أن تستمر فعاليات المهرجان 8 أيام؛ حيث سيكون يوم السبت المقبل ختام المهرجان.