أتمنى منكم حضرات القراء أن لا تكونوا واشين وتوصلوا هذه المقالة لوزير الصحة، لأنني ألاحظ أن بعض المسؤولين أصبحوا لا يطيقون ما تكتبه الصحافة عن «البلاوي المتلتلة» في وزارتهم وكأنهم منزهون عن النقد. نحن نعلم حضرات المسؤولين أنكم أتيتم فوجدتم «الشق» أكبر من «الرقعة»، ولكن هذا لا يعفيكم أبدا من دوركم تجاه إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وأكثر ما يهمنا منكم هو ما يتعلق بصحتنا، لذلك دائما ما يكون وزير الصحة في كل بلدان العالم في مواجهة دائمة مع مواطني بلده فيتحتم عليه أن يكون صدره «وسيع»، ولكن بلدان العالم لا يوجد بها أن مواطناً من هولندا ذهب للعلاج في كندا، ولا مواطناً من أمريكا ذهب للعلاج في روسيا، بينما لدينا أصبح حتى صاحب البقالة الذي يستطيع توفير ثمن تذكرة الطيران «ينحاش» بعمره للعلاج في الخارج، امتثالا للمثل الشعبي الشهير «يقولوا ماعنده وطنية ولا يقولوا الله يرحمه كان طيب»! طبعا المثل الشعبي من بنات أفكاري لعلمي التام أن الدنيا سريعة ولا أحد «فاضي» ليبحث هل مثلي الشعبي صحيح أم خاطئ! وزير الصحة عندما أقر نظام العقوبات الطبية كأن كمن يدعو أتباعه إلى أن يأخذوا راحتهم «ع الآخر» ويتعلموا الحلاقة في روؤس العميان الذين هم نحن المواطنين، أثابنا الله خيرا على صبرنا وقلة حيلتنا، تحبنا ونحن نطالب بحل لوقف نزيف الأخطاء الطبية، تعبنا ونحن ننبه أن أي طبيب يأتي من الخارج للعمل عندنا لو كان ناجحا في بلده لما أتانا، ليتني وزير صحة لو ليوم واحد، لجعلت في كل بيت غرفة طوارئ وسريراً طبياً، وأحد أفراد البيت طبيباً «وريحت راسي»! أخيرا أحذر أي شركة اتصالات من أن تضع «متلتلة» في سؤال عن عدد اللامات وترسله للمواطنين!