كلنا، تقريباً، نشتكي مرّ الشكوى من أداء بعض الجهات الحكومية، في غالبية القطاعات، ومن دون تشنج أو ارتباك أو خوف أريد أن أكتب هذا المقال وأنا في هدوء تام بعيداً من "المرشحات" التي تتسرب إلى قلوبنا حين نكتب مقالاً ينتقد مسؤولين، فكل الوزراء بلا استثناء، يرددون: «أننا مع النقد ولكن من دون تجريح»، وسأتعامل بهذه القاعدة الذهبية. ولنبدأ بالصحة، نسمع عن التأمين الطبي قبل 20 عاماً، وإلى الآن لا يوجد تأمين طبي، والمواطن يظل حبيس المستشفيات الخاصة التي تمص دم المريض بلا رحمة تذكر، والمواطن لا يملك دخلاً يمكنه من استخدام المستشفيات الكبيرة، فيضطر إلى الذهاب إلى المستوصفات الطبية الخاصة، التي ينحدر فيها الأداء الطبي إلى مستويات متدنية، في الوقت الذي نسمع فيه أرقاماً خيالية في الموازنة مخصصة لوزارة الصحة، ونرى بعيوننا مستوى المستشفيات الحكومية في تقديم الخدمة الطبية، مستوى أكثر من متدنٍ مقارنة بأرقام الموازنات، ونرى مراكز طبية منتشرة في بعض الأحياء، وبمستويات لا ترضي صحة المواطن. التعليم، وشكوى من كل الاتجاهات، ومن كل المتعاملين في التعليم، بالإطلاق، فالبيئة التعليمية، تكاد تكون منهارة. أما الطرق والمواصلات، فكم يشعر المواطن بالألم والحسرة حين يرى طرق وشوارع دبي والدوحة وعُمان...! ويتساءل المواطن حين يرى مدنه خالية من وسائل النقل العام، والعالم كله يضج بهذه الوسيلة، ونحن ما زالنا نعتمد على «خط البلدة»، فيسأل نفسه: هل الحكومة تحبنا؟ النظام... والقانون... والمحاكم... والانضباط... والمرونة... والتسهيل لحياة، أشقاء لنا بدأوا الحياة بعدنا بعشرات السنين، وإذا بهم يتقدمون مئات السنين الضوئية، فنسأل سؤالاً منطقياً مؤداه أن المال موجود عندنا بوفرة خيالية، فلماذا لا يقدم لنا ما تقدمه حكومات خليجية لمواطنيها؟ هم ليسوا أثرى منا، حتى لا نتساءل... هل الحكومة تحبنا؟ * كاتب سعودي. [email protected]