تحل اليوم الأربعاء الذكرى الثالثة لرحيل الملحن صالح الشهري، الذي عرف ب «منجم الألحان». وتقديراً ووفاء للفنان الراحل، ينظم فرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام مساء اليوم، أمسية فنية بعنوان «الغائب الحاضر… صالح الشهري في ذكراه الثانية»، وذلك على مسرح الفرع في حي الأثير بالدمام. يذكر أن الملحن صالح الشهري كان رئيس قسم الموسيقى في الجمعية منذ بداية الثمانينيات وحتى 1988م، ولحّن عديداً من الأعمال الفنية والموسيقية لكبار فناني الخليج والوطن العربي. ويعد الشهري من أهم الملحنين في العالم العربي، وهو من مواليد محافظة القنفذة في منطقة مكةالمكرمة، وتخرج في قسم الإلكترونيات في معهد السلاح والطيران في الظهران، قبل أن يترأس قسم الموسيقى في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وقد تغنى بألحانه معظم نجوم الساحة الفنية المحلية والخليجية والعربية، على رأسهم الراحل طلال مداح، ومحمد عبده، ورابح صقر، وعبدالمجيد عبدالله، وراشد الماجد، وعبدالله الرويشد، وأصالة نصري، وآخرون. من جهته، وصف الملحن عبدالرحمن الحمد في حديث ل «الشرق»، الراحل الشهري بالرجل الخلوق والمحب للخير، وقال «كان صاحب ابتسامه لا تفارق محياه، ويمتلئ قلبه بالطيبة وحب الخير للجميع، وكان حريصا على تجنب جرح مشاعر الآخرين؛ حيث ينتقي كلماته التي يخاطب بها أصحابه وأحبابه ومجالسيه، هذه الصورة الجميلة التي أحتفظ بها في داخلي لصالح». وأضاف الحمد «كان الشهري يلحن ويغني لنفسه، والتقيت به كثيرا، وجمعتنا زيارات كثيرة في منزله، فقد كان رجلا كريما، يظهر عليه الفرح والاستبشار في أي وقت تقابله فيه، وكلمات الترحيب والود والإخاء التي يغرق بها ضيوفه لا تنقطع، وعندما امتهن التلحين أبدع أيما إبداع، فقد كان رسولا إيجابيا لكلمات المحبة والجمال، وتجربته مع عبدالمجيد وراشد وطلال مداح ومحمد عبده وغيرهم كانت تجربة رائعة، كذلك قدرته على معرفة الأصوات ومساحتها، وكيف ينتقي الألحان التي تناسبها»، معتبرا فقده خسارة كبيرة للساحة الفنية. من جهة أخرى، قال الناقد الفني مبارك العوض «عرفت صالح الشهري بداية عام 1978م في مقر فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام عندما فتح باب قبول طلبات الالتحاق بالجمعية، وكنت آنذاك أشغل وظيفة سكرتير الفرع»، مضيفا في حديثه ل «الشرق»: لفتني في الشهري حياؤه الشديد وحزنه الواضح في نبرات صوته، على الرغم من كونه وقتذاك طالبا في المعهد الفني للقوات الجوية بالظهران. مؤكدا أن موهبة الشهري الفنية كانت في ذلك الوقت تنبئ بإمكانية ولادة نجم كبير، مقدراً أن يجد الفضاء فسيحا لإطلاق إبداعاته. وأضاف العوض «انطلق الشهري ملحناً، وليس مطرباً كما كان يسعى، حتى أنه لم يتمالك دمعته مرة وهو يسألني: لماذا لا تريدني أن أغني؟» مبينا أنه كان يواسيه ويعززه بالتأكيد على موهبته الفريدة والمختلفة التي سيتغنى بها كبار المغنين قبل صغارهم»، وأضاف «كان يسكت عن المطالبة بالغناء من غير اقتناع، وإنما لأنه مل من تكرار نفس كلامي عليه في كل مرة، حتى حدث ذلك أمام الفنانين حسين قريض وأيوب وسعد شهاب وغيرهم، إلى أن جاء اليوم الذي وقف فيه أمامي ضاحكاً وهو يقول: والله صدقت.. وكنت أظنك تقف ضدي.. الآن سأركز على التلحين فقط»، مشيرا إلى أنه استهل نشاطه التلحيني مع الشاعر علي المصطفى من خلال تلحين أوبريت «مواكب البهجة»، الذي منه انطلق في عالم التلحين المحلي، ثم انتشر على مستوى المملكة والخليج والدول العربية. أما الملحن صلاح الهملان، الذي كان من أصدقاء الشهري وأحد جيرانه، فاعتبر زميل مهنته الراحل ملحناً للجيل الماضي والحاضر، مشيرا إلى أنه التقى في العمل معه خلال ألبومات كثيرة مع عدد من النجوم، وقال «كان بيننا منافسة شريفة، ووقف مع أخي الفنان خالد الهملان في بداياته ودعمه ولم يقصر معه في شيء»، مؤكدا أن مواقفه الطيبة كانت كثيرة مع الجميع، سواء في الوسط الفني أم خارجه، وأضاف «قدم لأخي ثلاثة ألحان، كما دعم راشد الماجد وناصر الصالح ووقف معهم في البدايات، بينما حقق أغلب نجاحاته مع عبدالمجيد عبدالله ومع راشد الماجد».