تشهد المملكة أكبر مناورة عسكرية مشتركة حيث تنفِّذ القوات المسلحة تمرين «سيف عبدالله» الذي يقام لأول مرة على ثلاثة مسارح عمليات مختلفة التضاريس ودرجة الحرارة وطبيعة الأرض في أرض المنطقة الجنوبية والشرقية والشمالية، في وقت واحد، وتدار عملياتها من مركز عمليات واحد ويشارك فيها عدد كبير من الطائرات والسفن والمروحيات والمعدات الأرضية بمختلف أنواعها والمركبات القتالية والدبابات ومنظومات الصواريخ المضادة للطائرات. ويستند تمرين «سيف عبدالله»، إلى ما يشهده العالم من تحديات وعدم استقرار، ويهدف إلى رفع الجاهزية القتالية وتطوير القدرة الدفاعية والرد على أي تهديدات للأمن القومي للمملكة العربية السعودية. ومن جهته، قال قائد المنطقة الجنوبية المكلف، اللواء الركن حاشم بن عبدالعزيز الخمعلي» إن فعاليات تمرين (سيف عبدالله) انطلقت منذ 16/ 6/ 1435ه، وتختتم يوم الثلاثاء المقبل بين فروع القوات المسلحة ومشاركة وحدات رمزية من وزارة الداخلية ووزارة الحرس الوطني والقطاعات الأخرى بأمر خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القطاعات العسكرية – يحفظه الله- وبرعاية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- وبمتابعة مباشرة من سمو نائب وزير الدفاع». وأكد الخمعلي، أن تمرين «سيف عبدالله» يأتي ضمن سلسلة التمارين الداخلية للقوات المسلحة التي تهدف إلى رفع الجاهزية القتالية وتبادل الخبرات، واكتساب المهارات القتالية من خلال الدقة في التخطيط والاحترافية في التنفيذ، والقدرة على ممارسة إجراءات القيادة والسيطرة على القطاعات المختلفة في مسرح عمليات موحد، والوقوف على المستوى المتميز لمنسوبي قواتنا المسلحة وما وصلت إليه من كفاءة واحترافية بما يحقق رفع كفاءة الجنود البواسل للدفاع عن هذا الوطن الغالي ومقدساته ومكتسباته بفضل الله ثم بفضل ما يحظون به من رعاية واهتمام من قيادتنا الرشيدة التي تدعو إلى الإسلام والسلام والوسطية واليقظة والاعتماد على الله أولاً ثم على إمكاناتنا البشرية والمادية متمسكين بعقيدتنا مهما كانت الظروف. وأضاف «لسنا دعاة حرب، إلا أن الواجب يحتم علينا أن نكون على استعداد دائم لصد أي عدوان تتعرض له أراضينا المقدسة باذلين أرواحنا رخيصة في سبيل الذود عن مقدساتنا، ولن يكتمل هذا الاستعداد إلاَّ بالعلم والتدريب المستمر على استخدام أحدث أنواع السلاح لنرهب به عدو الله وعدونا، وبذلك يكتمل لقواتنا المسلحة عناصر القوة من رجال وعتاد وروح قتالية، فإن ذلك وحده كفيل بردع كل من تسول له نفسه العدوان على أمن واستقرار هذا البلد الآمن. وأضاف: إن نداءات السلام التي يتردد صداها في جميع أنحاء العالم وبصوت مسموع لا تمنع من نشوب صراعات مسلحة خاصة في المناطق الحساسة من العالم، من أجل ذلك فقد تم التركيز في التمارين عامة على رفع الكفاءة القتالية للضباط وضباط الصف وجميع وحدات المناورة وإسناد القتال من خلال التركيز على التدريب النوعي للتعامل مع كل التهديدات وعمليات إدارة الأزمات، كما أن هذا التمرين الذي يعد الأكبر حجماً في تاريخ القوات المسلحة السعودي يتيح الفرصة لمختلف صنوف الأسلحة البرية والجوية والبحرية وأسلحة الدفاع الجوي أن تشارك في تمرين واحد ينفذ على عدة مراحل تكتيكية. ومن ناحيته، يقول العميد الركن أحمد بن عبدالله الشهري: إن تمرين «سيف عبدالله» ما هو إلا امتدادٌ وتطوير للقوات المسلحة في المملكة لتواكب وتضاهي تطورات القوات المسلحة العالمية، وتجد قواتنا مكاناً متقدماً في التطورات التي يشهدها العالم في الجانب التدريبي والدقة والمهارة والتميز. كما أن التمرين الذي يطبق لأول مرة على هذا المستوى الكبير أفضى إلى المزيد من المعنويات العالية على جميع منسوبي قواتنا المسلحة، وخاصة أنه برعاية صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وكونه يحمل اسم مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يحفظه الله- أعطى لهذا التمرين مكانة خاصة في نفوس جميع منسوبي قواتنا المسلحة. وأضاف الشهري «الجهد الذي يبذله رجال قواتنا المسلَّحة في التدريب والارتقاء بكفاءتهم القتالية والبدنية جعلهم في طليعة جيوش العالم، تجلى ذلك واضحاً عبر سلسلة طويلة من البطولات، سطروا من خلالها أروع ملاحم البطولة الدفاعية عن أرض الوطن في وجه المعتدين الذين سولت لهم أنفسهم الاعتداء على حدود الوطن المنيعة، حتى أصبحوا أنموذجاً يحتذى به في الشجاعة والرجولة والإقدام والتضحية.وإيماناً بمبادئ عقيدتهم وحرص قيادتهم وولاة أمرهم، كانوا ومازالوا مجندين لخدمة القضايا العربية والإسلامية في عديد من المواقع المشهودة، ولم ينظروا إلى أية قضية منها نظرة إقليمية ضيقة، بل يقفون دائماً لنصرة الحق العربي والإسلامي في كل مكان. كل هذا جعل من المملكة عقبة وحاجزاً منيعاً في وجه جميع المؤامرات التي تستهدف أمنها واستقرارها، وعزز تلاحم القيادة بالشعب، والاستفادة من دروس المرحلة الراهنة التي تعيشها بعض الأوطان العربية والإسلامية من اضطرابات، حتى أصبح كل مواطن سعودي يدرك تماماً أنه لا بد أن يكون عوناً لرجال قواتنا المسلحة ضد الزمر الحاقدة والمفسدة وفاقدي الصواب، ويكون درعاً منيعاً في حماية الوطن من عبث فلول قوى الإرهاب والظلامية. وقال العقيد الركن علي سعيد آل مليح «إن المملكة وطن يعيش فينا قبل أن نعيش فيه، هذا الوطن الغالي الذي ترخص أرواح مقاتلينا الأشاوس برماحهم الصائبة وسيوفهم القاطعة ضد كل من توسوس له نفسه بتهديد أمن واستقرار هذا الوطن الحبيب، رجال يشكلون برقابهم أسواراً وبصدورهم حصوناً لتبقى بلادنا آمنة عزيزة مهيبة الجانب بأرواح فداء لكل شبر من هذا الثرى الطاهر. الوطن الذي كتب ببطولاته وتضحياته ملاحم العزة والكرامة ونسج بصموده أروع المواقف، فلا السطور ولا الكلمات يمكنها أن تصف عطاءه وتضحياته، ولكن ربما تعبر عن جزء صغير مما نشعر به تجاه كبريائه. المملكة تقدم اليوم رجالاً يتطلعون إلى مجد وتاريخ جديد يضاف إلى تاريخ آبائهم وأجدادهم العريق، إلى مجد من سبقوهم الذين وقفوا في وجه المعتدي وانتصروا لدينهم ووطنهم . ويتضرعون إلى الله عز وجل بالدعاء لإخوانهم الشهداء الأبطال الذين تخفق قلوبنا لمآثرهم، بأن يغفر لهم ويرحمهم ويسكنهم فسيح جنانه. وستبقى ذكراهم عطرة خالدة، فقد نذروا أنفسهم كي يحيا أبناء وطنهم بأمان ويعم السلام على أرض هم قناديل وضاءة فيها، انتصروا على ذواتهم وقاوموا مغريات الحياة كي يحققوا إرادتهم في تحصين بلادهم ويكونوا حصناً ودرعاً منيعاً له، حاملين على عاتقهم شرف أرض وانتصار وطن أبى الذل والهوان، زرعوا أرضنا بقاماتهم العالية لأنهم صفوة رجالاتنا وامتداد لوطن يحيا فينا ويرنو إليه مستقبلنا لنراه مكرماً معززاً. تحية حب ووفاء لشهداء قواتنا المسلحة، الذين استعذبوا الموت ليحيا الوطن وواجهوا عدوهم بتحدي الرجال وشجاعة الأبطال، نعاهدهم أننا سنحمل الراية ونقاوم الأعاصير مهما اجتاحت حياتنا المعارك، ونستبسل كما كانوا أسلافاً صالحين. ويقول رئيس رقباء سعيد بن عبدالله المالكي: إن الطموح في قواتنا المسلحة السعودية أكبر من حدود الواقع، وقد أصبح بفضل الله ثم بعزيمة الرجال واقعاً ملموساً يدحض كل الشكوك في قدرة رجال القوات المسلحة الذين لبوا نداء الواجب ونالوا شرف الذود عن حدود الوطن ولم تَزِدْهم الأحداث إلا تصميماً على مواصلة التدريب والإعداد والتجهيز ليكن نداء الواجب ديدن الجميع، نعم تعلمنا في قواتنا المسلحة من والدنا وقائدنا الأعلى وباني نهضتنا ملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وزيرنا المحبوب وسمو نائبه، أن الحياة رخيصة والموت شرف في سبيل الله وتحت راية التوحيد وقيادة العز والمجد، ومن خلال هذه المعاني السامية فإنني وبكل شرف واعتزاز أجدد العهد باسمي وبالنيابة عن كل جندي في قواتنا المسلحة والتأكيد لقيادتنا الرشيدة على مشاعر الحب والولاء والوفاء من رجال التضحية والفداء الذين نذروا أنفسهم دفاعاً عن العقيدة الإسلامية والوطن الغالي.