أكّدت مصادر مطلعة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن فرع الهيئة في حفر الباطن سوف يعقد جلسة مناقشة مع المتّهم بالإلحاد والتورّط في سب الذات الإلهية وبعض الصحابة. وقالت المصادر إن مقاطع الفيديو المحمّلة على موقع «كيك» هي أساس النقاش والاستجواب، وذلك تمهيداً لاتخاذ الإجراءات عبر جهات معنية أخرى. وقد استمعت «الشرق» إلى بعض مقاطع الفيديو المنسوبة للمتهم، وتأكّدت من وجود إساءات مباشرة تمسّ الذات الإلهية وبعض الصحابة. ومن المُتوقّع أن يواجه المتّهم قضيةً شائكة ما لم يَظهر إثبات ينفي عنه التّهمة، أو استنتاج طبّي يؤكد عدم السلامة العقلية للمُتهم. إلى ذلك انتشرت في مدينتي حفرالباطن والقيصومة موجة استياء واستنكار لما نُسب للمتهم من فعل، ووصف المواطنون ما صدر عنه ب «الشنيع»، وأكدوا أن المتهم «لا يمثّل إلا نفسه» في جميع الأحوال. وشهدت مجالس وأماكن عامة واستراحات في القيصومة موجة اعتراض على الإساءات المنسوبة للمتهم، وتطاوله على الذات الإلهية (تعالى الله عن ذلك) الأمر الذي جعل أهالي مدينة القيصومة في غضب كونه أحد سكانها. من جانبه علّق الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية وعضو جمعية السنة السعودية الشيخ عبدالله بن مفرح العنزي أن ظاهرة الردة ليست جديدة على المحيط الإسلامي؛ فقد ابتدأت منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ونزلت الآيات القرآنية للتحذير منها؛ كقوله تعالى (إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم)، وقوله (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه)، وقوله (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة). وأضاف أن «حوادث الردة تكررت في جميع العصور الإسلامية، متفاوتة في قلتها وكثرتها، وكان الحكام الموفقون والعلماء الربانيون يواجهون ذلك بحزم وشجاعة محذرين من طريق مستبدلي الكفر بالإيمان، ومشتري الحياة الدنيا بالآخرة». وأشار الشيخ العنزي إلى سؤال موجه للشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء حول الحكم في إنسان سب الله والعياذ بالله أو الرسول في الشريعة الإسلامية، وقال العنزي إن إجابة الشيخ الفوزان هي «أنه مرتد عن دين الإسلام، ومن سب الله أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه يقتل ولا يستتاب، لأن هذا أعظم الردة، والعياذ بالله (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ).