تغمض عينيكَ وتتشابَكُ أصابِعُك تهدهد كفيك كنبضٍ وكأنما كنتَ ستتلقى طفلاً من السماء. السماءُ التي كانت صديقتَكَ وخبأتَها في خرجك لتحصنها، لم تزلْ تتخالَطُ بأعضائِها، وتنساك وحيداً على كلِّ ضفافِ الحياةِ أنت يا من تتشدق بأنك صديق… …، وقد نسيتَ قومَك وراءَ الأكمة، لا تُصِخْ السمعَ أكثر واملأ كفَك بالترابِ ثم انفخْ فيه ليصيرَ سراجاً أو مطرقة. أسلافُك يخيطونَ متكآتهم بالبرق وأنت تفعل، كذلك غير أنك لم تتعلم بعد حساب تزاوج نجمتين وحجر. أسلافك الذين أخبروك بأنهم لم يخضعوا لمردوخ عند منبع النهرِ، خضعوا للتربة السمراءِ التي مرغت سواعدَهم و… نساءهم. شعرُك الأجعدُ البعيدُ المنبتِ، كانت تعتمرهُ موجة خصبٍ وعبثٍ بالتساوي، … … … وتذهب نحو الرمل الذي بذرت فيه ملامحك الساحلية. مالحٌ أنت وهادرٌ كمزاج في يوم قائظ، تشقُّ في الأرض.. يأخذُك نحو أبيك البحرِ الذي يتوسد أحضان النخل. كم كنتَ ساذجاً عندما رأيتَ فوضى الكون بقلبك فرحت تحاول ترتيبه بعقلك فأفسدتَ على الكائناتِ روعةَ الفوضى حتى قالوا: لن نفتديكَ حتى لو اتسع جفناك ونامت شمسُنا بينهما، فاقرأ عالمنا أيها الشقي بحلمك، قبل كتابة عالمك.