رحلَ من قريته قبل ثلاثين سنة كان الناس في تلك الأيام يحبون الوداع. كانوا يودعون كل شيء البقرة التي تغادر إلى الحقل والقمر الذي يتدثر بالغروب والفتى الذاهب إلى غبطة النّيون وكان يكفي أن يحمل كل كائن أدْعية أمًّهاتهِ كانت القريةُ أُمّاً والقمرُ أبا والفتى.. جَبينُ العائلةِ …… …… حين عاد أخيرا كان ليل القرية قد انتصف وتوجب عليه أن يساكن القطط، والفراشات، وتمتمة الأغنام في الحظائر. كان ضوء مصباحٍ وحيدٍ يسقط من عمود الضوء ويتهالك فوق ساعديه وكانت في البعيد كلاب تنبح لا لتطرُدَ الغريبَ بل لتستدرج النوم من حظيرةٍ ما