خروج رأس النظام في دمشق عبر وسائل إعلامه الرسمية ليؤكد أن الحرب في سوريا أصبحت في مرحلة انعطاف لصالحه يحمل أكثر من دلالة. فهو أراد أن يخاطب مؤيديه ويشد من أزرهم بعد أن تقدم الثوار وخرقوا جبهة الساحل، ويطمئن الأقليات بأنه مازال قويا خاصة بعد تململ «الدروز» في مدينة السويداء ورفضهم تجنيد أبنائهم في حربه ضد الأكثرية السنّية. الأسد الذي رشح نفسه لدورة رئاسية جديدة ضاربا ب«بيان جنيف»عرض الحائط، أراد أن يؤكد رفضه لأي حوار مع المعارضة والمجتمع الدولي وأنه ماض مع حلفائه في مواجهة الثورة حتى النهاية، بعد أن حققت قواته في القلمون بعض الإنجازات. ظهور الأسد وحديثه عن انتصارات عسكرية جاء ليؤكد أنه الرئيس وأنه يقود البلاد والحرب، وأنه من يتحكم بالقرار السياسي والعسكري في سوريا رغم وجود المليشيات العراقية واللبنانية والإيرانية، في محاولة منه للرد على تصريحات زعماء حزب الله وقادة طهران أنه لولا تدخلهم إلى جانبه لما بقي في السلطة. إشارة الأسد إلى الجانب الاجتماعي الذي حقق فيه تقدما تعني رسالة إلى السوريين في المناطق المحاصرة أنه ماض في الحصار والتجويع حتى النهاية، بعد أن نجح في فرض شروطه على بعض المناطق، ضمن خيار الطعام أو الموت جوعا. الرسالة الأبلغ أن الأسد أطل على إعلامه بعد أن استخدمت قواته مرة جديدة السلاح الكيماوي، في وقت ضرب بعرض الحائط بمطالبة مجلس الأمن له بوقف قصف المدن بالبراميل المتفجرة والأسلحة الثقيلة، في تحد ربما هو الأكثر وضوحا واستخفافا بالأمم المتحدة ومجلس الأمن. ربما نجح الأسد في تحدي للمجتمع الدولي الذي صمت على جرائمه، لكنه فشل في إثبات وجوده أمام مؤيديه ومعارضية وحلفائه لأنهم يعرفون تماما حقيقة وضع الأسد ووهمية انتصاراته وحتمية زواله.