قال الشاعر الدكتور سعود حامد الصاعدي إنه حرص على أن يحمل ديوانه الأخير «حلم له طعم البلاد» رؤية شعرية لتسهيل عمل النقّاد؛ إذ تخلَّى عن كثير من قصائده، وضمَّ فقط تلك التي لها بعد يتقاطع مع «الحلم». وطالب الصاعدي الشعراء في «أصبوحة شعرية» في ضيافة كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى، أن يستثمروا التكنولوجيا في إخراج قصائدهم تليفزيونياً، أي مصحوبة بالصوت والصورة من أجل أن يصل الشعر للعامة ولا يظل حبيس المنبر التقليدي الذي يقتصر على جمهور النخبة. كما عاب الشاعر الصاعدي على بعض الشعراء استنفاذهم الرموز من الأدب الحديث للثقافات الأخرى وتضمينها في قصائدهم دون تطويع هذه الرموز وتحويرها بما يتلاءم مع ثقافتهم، مما أحدث انفصاماً بين شعراء الحداثة والتراث، ودائماً -على حد قوله- تصدمنا القصيدة الحداثية في مسلَّماتنا وثوابتنا. وعن رأيه في المسابقات الشعرية، فقد وصفها بأنها خانقة للخيال بشروطها الصارمة، ولا تنتج الشعر، لكنها من جهة أخرجت الشعراء المغمورين للنور. وأضاف: بشأن قصيدة النثر «أنا متسامح معها الآن بعد أن كنت أرفضها بشدة»، غير أن الذين يجيدونها – في نظره- قلة جداً وهم أدباء كتاب أكثر منهم شعراء. الأصبوحة التي امتدت ساعة ونصفاً ختمها الضيف بقصيدة جديدة أهداها للغة العربية يقول مطلعها: «حورية ألقت إليَّ نطاقها** ورمت تجاذبني الهوى أطواقها».