أعلن رئيس المفوضية المستقلة للانتخابات في أفغانستان، أحمد يوسف نورستاني، أمس السبت أن سبعة ملايين شخص أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية من بين 12 مليون ناخب لهم حق التصويت. وقال نورستاني للصحفيين إن نسبة الإقبال على التصويت تكون بذلك بلغت نحو 58%، مشيراً إلى استناد هذه الأرقام لتقديرات أولية. ومرت عملية التصويت بسلام إلى حد بعيد في الانتخابات الرئاسية الأفغانية أمس، ولم تشهد سوى هجمات معزولة على مراكز الاقتراع مع تحرك البلاد التي تعصف بها الفوضى منذ عقود صوب أول انتقال ديمقراطي للسلطة. وقُتِلَ شرطيان وأصيب آخران في انفجار قنبلة مزروعة على الطريق في مدينة قلعة في جنوب البلاد لدى عودتهم من مركز اقتراع، بينما أصيب أربعة ناخبين في انفجار في مركز تصويت في إقليم لوجار جنوب شرق البلاد. ولا توجد تقارير عن مزيد من الهجمات الخطيرة على انتخابات تعهد مقاتلو حركة طالبان بعرقلتها ووصفوها بأنها خديعة تدعمها الولاياتالمتحدة، وقال عديد من الناخبين إنهم مصممون على أن تُسمَع أصواتهم على الرغم من التهديدات. وقال حاجي رمضان بينما كان واقفاً في صف أمام مركز اقتراع في كابول التي كانت تغمرها الأمطار «أنا هنا لأصوت ولست خائفا من أي هجمات.. هذا حقي وليس بوسع أحد أن يمنعني». ويتوقع معظم الأفغان أن تكون هذه الانتخابات أفضل من انتخابات عام 2009 التي منحت الرئيس حامد كرزاي ولاية ثانية وسط أعمال تزوير واسعة. ومن مباعث القلق الكبيرة أن إعلان الفائز سيستغرق عدة أشهر في وقت يحتاج البلد فيه بشدة إلى قائد لوقف العنف المتصاعد بينما تستعد القوات الأجنبية لمغادرة البلاد. ويتنافس ثمانية مرشحين من أبرزهم وزيرا الخارجية السابقين عبدالله عبدالله وزلماي رسول ووزير المالية السابق أشرف عبدالغني. ولا يسمح الدستور الأفغاني للرئيس كرزاي بالترشح لفترة ولاية جديدة، لكن بعد أن أمضى 12 عاماً في السلطة من المتوقع على نطاق واسع أن يحتفظ بنفوذ قوي من خلال مجموعة من السياسيين الموالين له. وحذرت طالبان المدنيين قبل الانتخابات من أنهم سيستهدفون إذا شاركوا في الاقتراع وقتل عشرات في موجة هجمات في الأسابيع الماضية. وقُتِلَت مصورة مخضرمة في وكالة «أسوشييتد برس» وأصيبت مراسلة أخرى تعمل في الوكالة نفسها أمس الأول الجمعة، عندما فتح رجل يرتدي زي الشرطة النار عليهما في شرق أفغانستان أثناء تغطيتهما للاستعدادات للانتخابات هناك. بدوره، قال وزير الداخلية، عمر داودزاي، على موقع «تويتر» مع بدء الانتخابات «شعب أفغانستان يجب أن يرد على عنف العدو باستخدام صوته.. بإدلائك بصوتك فإنك ترفض القتال وتأكد السلام». وتم نشر أكثر من 350 ألفاً من قوات الأمن الأفغانية لإحباط أي هجمات على مراكز الاقتراع وعلى الناخبين، وعُزِلَت العاصمة كابول عن بقية البلاد بسلسلة من حواجز الطرق ونقاط التفتيش. وفي مدينة قندهار، مهد تمرد طالبان، كانت الأجواء متوترة ولم يُسمَح بتحرك المركبات على الطرق وأقيمت نقاط تفتيش عند كل تقاطع. وإذا لم يحصل أي من المرشحين على أكثر من 50% من الأصوات في الاقتراع، وهذا متوقع، فستجرى جولة ثانية بين المرشحين اللذين حصلا على أعلى عدد من الأصوات في الجولة الأولى في 28 مايو المقبل.