أكد مسؤول ملف السجناء السعوديين في العراق بمجموعة الجريس للمحاماة، ثامر البليهد، أن الوفد الذي سيزور السجناء السعوديين في العراق سيضم ممثلين عن الهلال الأحمر السعودي ودبلوماسيين سعوديين إلى جانب الأهالي، في الوقت نفسه قالت مصادر مطلعة على الملف إن الدفعة الثانية من مستحقي زيارة ذويهم المعتقلين في العراق سيُبتُّ فيها وفي موعدها بمجرد انتهاء زيارات الدفعة الأولى. وتوقع المحامي ثامر البليهد، في تصريحٍ ل«الشرق»، أن يستغرق التقاء الأهالي بالسجناء نحو ثلاث ساعات وأن يعود الوفد إلى المملكة في نفس يوم مغادرتها، مضيفاً أن ترتيبات أمنية مع الجانب العراقي ستسبق انتقال أهالي السجناء إلى الأراضي العراقية لزيارة ذويهم بعد موافقة المقام السامي على السماح لهم بالزيارة. وأفاد البليهد بأن مجموعة الجريس للمحاماة تلقت اتصالات من أهالي سجناء سعوديين في العراق يبدون خلالها رغبتهم في أن تشملهم قوائم الزيارات مستقبلاً، مبيِّناً أن المجموعة فتحت باب تسجيل أسماء الراغبين في زيارة ذويهم في السجون العراقية لرفعها إلى الجهات المعنية في كشف ملحق خلال الأسبوع الجاري. ولفت إلى خلو كشوف راغبي الزيارة من النساء حتى الآن، لكنه ذكر أنه «ليس هناك ما يمنع من تدوين أسماء نساء، سواءً زوجات لسجناء أو أمهات». في سياقٍ متصل، توقع البليهد أن تعيد السلطات العراقية السجناء السعوديين الموجودين في سجن الرصافات ببغداد إلى سجن سوسة في إقليم كردستان العراق بسبب الاستنفار الأمني في العاصمة العراقية مع اقتراب موعد الانتخابات التي ستبدأ في نهاية أبريل. وانطلقت تباشير الفرح باقتراب الفرج لأهالي السجناء السعوديين في العراق، بعد صدور الموافقة السامية على زيارة الراغبين من أهالي المعتقلين لأبنائهم في السجون العراقية حيث تم رفع 18 اسما كدفعة أولى من الأهالي التي نشرت أسماءهم (الشرق) في عدد أمس الأول، واعتبر ذوو المعتقلين السعوديين في العراق هذه الخطوة أولى ملامح اقتراب الفرج لقضية السجناء السعوديين في العراق، وبادرة تجدد الأمل من جديد في رؤية أبنائهم بعد سنوات من الغياب. ووصف ذوو المعتقلين السعوديين في العراق الموافقة السامية بزيارة أبنائهم، دليلا أكيدا على الجهود الجادة والحقيقية التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين في سبيل إيجاد حلول لقضية أبنائهم، وشدد الأهالي – الذين التقتهم «الشرق» – على أن هذه الخطوة جاءت لتبرهن مدى جدية المفاوضات والإجراءات التي تتخذها المملكة من أجل أبنائها. ويتصدر اسم عبدالله فهد الحربي والد السجين «سعد» قائمة الدفعة الأولى التي أعلنتها «الشرق»، وهو الأمر الذي جعله يتهلل بالفرح فور طلب معرفة شعوره بهذا الخبر، يقول عبدالله: «شعوري لا يوصف مهما تحدثت عنه ولك أن تتصور مشاعر أب تجاوز الستين من عمره أمضى أكثر من عشرة أعوام كانت أمنيته وأمنية زوجته أن يشاهدا طيف ابنهما ولو في الحلم»، مضيفا: «لا نستغرب هذه الموافقة واللفتة الحانية من ولاة أمرنا أصحاب القلوب الرحيمة الذين لم يتخلوا يوماً من الأيام عن الملف ولم يبخلوا علينا نحن أهاليهم بالرعاية والوقوف على أوضاعنا واحتياجاتنا».، وقال الناهض: «مهما قلنا فلن نوفيهم حقهم ولن نستطيع أن نجازيهم ولكن يبقى لهم منا الدعاء أن يحفظهم الله لنا ذخراً وعزاً وسنداً ونخص سيدي خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – وأطال عمره وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي عهده وسمو وزير الداخلية والخارجية حفظهم الله أجمعين، وشكرنا موصول لسعادة السفير الصالح الدكتور سامي عبدالله الصالح على ما لمسنا منه وما شاهدناه على أرض الواقع. أما أقدم المعتقلين السعوديين في العراق ناصر مشهور الرويلي الذي ضمته قائمة الزيارة، فقد رسم خبر الموافقة على زيارته الفرح بين أبنائه في طريف وحفرالباطن، وابتهج أبناؤه الذين لا يعرفون من ملامح والدهم شيئا غير تلك التي تظهرها الصورة المتداولة له، يقول ابنه بشير: «بعد مضي شهرين من انقطاع أخبار والدي كان أخي الأكبر «حاكم» في تلك الفترة لم يتجاوز خمس سنوات من العمر وفي أحد الأيام طلبه بائع البقالة المجاورة لمنزلنا وكان من الإخوة المصريين ليريه صورة والدي المنشورة في إحدى الصحف فعلمنا حينها أنه معتقل»، وأضاف: «بقي سجيناً لمدة ثماني سنوات لا لشيء سوى أنه سعودي لا نعلم عنه شيئاً ولم نسمع صوته طيلة هذه الفترة ولا نتلقى أخباره إلا بين فترات متباعدة عن طريق من يخرج من السجناء الذين كان والدي يمنحهم رقم هاتف المنزل ليتصلوا بنا أو عن طريق بعض الزوار حتى أُفرج عنه بعفو عام تبييض سجون عام 2003م وقام بالاتصال بنا يخبرنا بإطلاق سراحه وعودته للمملكة»، وعن خبر الموافقة السامية على الزيارة، قال: «لم يكن يخطر ببالي أن يأتي اليوم الذي أتمكن فيه من رؤية أبي وأنا الذي عشت اليتم وهو حي فشكراً من الأعماق لسيدي خادم الحرمين ولجميع قيادتنا الرشيدة على مساعيهم ووقوفهم إلى جانبنا وتسهيل عملية الزيارة لنا التي كانت بالنسبة لنا ضرباً من ضروب الخيال ولكن هؤلاء هم ولاة أمرنا الذين عودونا أن يشاركونا أفراحنا ويقفوا إلى جانبنا في أحزاننا». وذكر عودة مخلف القيضي أخ السجين فواز، أن هذه الموافقة السامية رسمت الفرح على وجوه أمهات ثكالى وآباء مكلومين وأبناء عاشوا اليتم وآباؤهم أحياء، وقال: «ولكن هذه دولتنا وهؤلاء حكامنا بقلوبهم الرحيمة لم يتخلوا عنا وعن أبنائنا ومنذ سمعنا الخبر وألسنتنا تلهج بالدعاء بأن يطيل الله عمر قائدنا خادم الحرمين الشريفين وأن يحفظ لنا قادتنا وأمننا وسنبقى عاجزين عن رد الجميل مهما عملنا ومهما قلنا». ويقول محمد يحيى القحطاني والد السجين عبدالرحمن: «لم أكن أتخيل أنه سوف تأتي اللحظة التي أرى فيها ابني عبدالرحمن خصوصاً وأنه الآن شبه مقعد لما لاقاه من تعذيب ولكنني لم أستغرب الموقف الإنساني من مملكة الإنسانية التي كانت وما زالت همها الأول سعادة مواطنيها ورفع الهم عنهم، فكما كانت تتابع ملفهم وتقوم بدفع تكاليف المحامين الذين يترافعون عنهم وقامت بإيفاد مندوبيها في السفارة لزيارة أبنائنا حينما كانوا في سجن سوسة والاطمئنان عليهم وتقديم مساعدة مالية لشراء احتياجاتهم»، وأضاف: «شكراً لا توفيك حقك يا خادم الحرمين والشكر موصول لولي العهد الأمين ولسيدي الأمير محمد بن نايف ولسعادة السفير سامي الصالح». ويرى عميش عايض الحربي والد المعتقل بتال، أن هذه الخطوة المباركة من قيادتنا الرشيدة تعتبر مؤشرا على قرب الفرج، وأضاف: «لا أحد يمكنه أن يخفي سعادته بهذه المناسبة فابني الآن له عشر سنوات في العراق ولا شك أن رؤيته والاطمئنان عليه سيخفف عنا الكثير من معاناة فقده، فشكرا لخادم الحرمين ولوزير الداخلية على هذا الاهتمام غير المستغرب». لم يكف لسان أم سعد الحربي عن الدعاء بأن يحفظ الله ولاة أمر هذه البلاد.. أكثر من عشر سنوات أمضاها ابنها في السجون العراقية. وقالت ل «الشرق»: إلى أن توفي والداي كان اسم «سعد» على لسانهما. وقالت: ها هو فرج الله يأتي على يدي ملك الإنسانية «عبدالله» فالله يجازيه خير الجزاء بقدر ما أدخل السرور على قلب كل أب وقلب كل أم ويلبسه لباس الصحة والعافية ويحفظه لنا. ومثلها أم جابر المري، وهي والدة أصغر سجين سعودي في العراق. وحين سُجن لم يكن يتجاوز عمره 15 عاماً وانقطعت أخباره أربع سنوات متتالية وتوفي أخوه عقب اعتقاله بعامين، ووالده أصبح يعاني الأمراض ويشكو منها، وشقيقه الآخر أصيب بشلل نصفي لا يوجد علاجه سوى في أمريكا أو الهند، وهو علاج لم أستطع تحمل تكاليفه. وكل ما نتمناه أن تسرع قيادتنا رغم أننا لا نشك في ذلك في إقفال هذا الملف وترحيلهم للمملكة خصوصاً وأن كثيرا منهم أنهى محكوميته. وأن يكون للأمهات رحلة زيارة لنشاهد أبناءنا ولتطمئن قلوبنا وتقر أعيننا.