تعرضت بلدة المليحة في الغوطة الشرقية (قرب دمشق)، والمُحاصَرة من قوات النظام السوري، إلى قصف عنيف وغارات مكثفة أمس الجمعة في محاولة لاقتحامها، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون. وعلى جبهة أخرى، أشار المرصد إلى تقدم لمقاتلي المعارضة في جنوب محافظة إدلب (شمال غرب). وذكر المرصد، في بريدٍ إلكتروني أمس، أن 22 مقاتلاً من كتائب معارضة قُتِلُوا أمس الأول، الخميس، في اشتباكات مع قوات النظام في بلدة المليحة ومحيطها. وأفاد بأن القوات النظامية «جددت قصفها صباح الجمعة مناطق في بلدة المليحة وترافق ذلك مع تنفيذ الطيران الحربي ست غارات جوية على البلدة ومحيطها». والمليحة جزء من بلدات وقرى الغوطة الشرقية المحاصرة بشكل تام منذ أكثر من خمسة أشهر. ورجح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، أن يكون «هذا التصعيد يهدف إلى اقتحام البلدة». في الوقت نفسه، قال ناشط في الغوطة يقدم نفسه باسم «أبو صقر- مأمون» إن «هناك محاولات لقوات الأسد لاقتحام البلدة بدأت منذ يومين والجيش الحر يتصدى لها». وأضاف أن «الجيش النظامي مدعوم بدبابات وعربات شيلكا وطيران ميج، ومن جيش الدفاع الوطني وميليشيات عراقية مثل لواء (أسد الله الغالب)»، مبيِّناً أن القصف العنيف دفع بعديد من سكان البلدة إلى النزوح إلى أماكن مجاورة. وبدأت قوات النظام في مارس 2013 حملة على الغوطة الشرقية، وتمكنت في أكتوبر من تشديد الحصار عليها بعد تقدمها في مناطق عدة في ضواحي العاصمة. وتطالب المعارضة ومنظمات دولية بفك الحصار عن الغوطة التي تعاني من نقص فادح في أدنى المستلزمات الحياتية والمواد الغذائية واللأدوية. وقال المرصد إن «طفلة فارقت الحياة» الخميس الماضي «جراء سوء الأوضاع الصحية ونقص الأدوية والأغذية في الغوطة الشرقية». كما أشار إلى وفاة رجل للأسباب نفسها في مخيم اليرموك في جنوبدمشق المحاصر أيضاً. وفي غرب سوريا، استمرت المعارك في ريف اللاذقية الشمالي، لا سيما في محيط التلة 45 التي أعلن الإعلام الموالي للنظام استعادتها من مقاتلي المعارضة. وأفادت الهيئة العامة للثورة، في بريدٍ إلكتروني أمس، عن وقوع «اشتباكات عنيفة في قمة 45 على جبل التركمان بعد معاودة اقتحام جديدة من قِبَل الكتائب المشاركة في معركة الأنفال لتجمعات قوات النظام» التي تجمعت على القمة أمس الأول. وأطلق مقاتلو المعارضة اسم «معركة الأنفال» على الهجوم الذي بدأوه في 21 مارس في منطقة كسب في محافظة اللاذقية التي تعتبر من أبرز معاقل النظام، وتمكنوا خلال الأسبوعين الماضيين من السيطرة على مدينة كسب الاستراتيجية ومعبرها الحدودي مع تركيا، وعلى بلدة السمرا المجاورة، وعلى التلة 45 التي تشهد كرا وفرا. وتكبد الطرفان المتقاتلان في المعركة حتى الآن أكثر من 300 قتيل. وقال المرصد إن قائد «حركة شام الإسلام» إبراهيم بنشقرون، السجين السابق في غوانتانامو المعروف باسم «أبو أحمد المغربي»، قُتِلَ في معارك اللاذقية أمس الأول، كما قُتِلَ القائد العسكري للحركة المعروف ب «أبو صفية المصري». وفي شمال غرب البلاد، أفاد المرصد أن «الكتائب الإسلامية المقاتلة استعادت السيطرة على بلدة بابولين وقرية الصالحية في ريف إدلب الجنوبي بعد نحو عام من سيطرة القوات النظامية عليهما». وأشار إلى أن المعارك «أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 18 عنصراً من القوات النظامية»، في حين شن الطيران الحربي غارات على المنطقة. وأوضح أنه مع هذا التقدم تكون الكتائب المقاتلة «ضيقت الخناق على معسكري وادي الضيف والحامدية»، وهما من أبرز معاقل القوات النظامية في ريف إدلب، لافتاً إلى أن «الإمداد العسكري والاستراتيجي قُطِعَ عنهما منذ نحو شهرين بعد سيطرة الكتائب الإسلامية المقاتلة وجبهة النصرة على بلدة مورك بريف حماه الشمالي» في وسط البلاد. وفي مدينة حلب (شمال)، قُتِلَ شخصان على الأقل في قصف للطيران الحربي على مناطق في حي الشعار (شرق) الواقع تحت سيطرة المعارضة.