تقاطر السعوديون يبايعون الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد في قصر الحكم بالرياض وإمارات المناطق المختلفة ليؤكد الشعب السعودي للعالم استقرار وطنه المملكة العربية السعودية، وأنها ثابتة وقوية باتجاهها وأدوارها المختلفة كون المملكة قوة اقتصادية كبرى في العالم كأحد أعضاء مجموعة العشرين، وهي قبلة المسلمين لوجود الحرمين الشريفين على أراضيها، فضلاً عن مكانتها السياسية الكبرى، حيث أصبحت الرياض محطة مهمة لقادة وزعماء العالم، وأن كلمتها مؤثرة على كل الأصعدة والمحافل الدولية. وأضحت مبايعة الأمير مقرن تعني أن عجلة التنمية مستمرة وسوف تبقى ضمن أهدافها، التي رسمتها القيادة الرشيدة الواعية، التي تدرك أهمية مواكبتها لمعطيات العصر ومتغيراته وتعمل وفقها بما يحقق آمال المواطنين ويوفر متطلبات الحياة الكريمة لهم، وتستمر المملكة بلداً مؤثراً وكبيراً له وزنه ومكانته الاقتصادية والسياسية والدينية. يأتي اختيار الأمير مقرن اختياراً موفقاً بهدوء وبتوافق بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز وبأغلبية هيئة البيعة، خاصة أن الأمير مقرن شارك إخوته في مختلف المهام من أمراء وملوك ما جعله يمتلك رصيداً كبيراً وخبرة ضخمة في إدارة شؤون الحكم والبلاد، فضلاً عن تجربته من طيار عسكري إلى شخصية مدنية شغل مناصب أساسية وحساسة بدأها أميراً لمنطقة حائل ثم أميراً لمنطقة المدينةالمنورة، ثم رئيساً للاستخبارات السعودية، ثم نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء السعودي، وأخيراً ولياً لولي العهد. والأمير مقرن يشتهر بحرصه وحكمته ونجاحاته في مسؤولياته السابقة، والقيام على أداء الأمانة والالتزام بواجبات، وخلال مشوار المسؤوليات التي تقلدها سموه فإنه ترك أثراً طيباً ومكانة خاصة لدى المواطنين السعوديين وبرهن على أنه شخصية تحرص على الأداء والتطوير بإخلاص وبتواضع وبلا تكلف. إن قوة المملكة تنبع من قوة وتماسك قيادتها وتلاحم الشعب حولها، وبيعة ولي ولي العهد تؤكد التماسك والتلاحم، وعلى اصطفاف الجميع إلى جانب خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وهيئة البيعة في القرار الحكيم الذي لن يدخل حيز التنفيذ إن لم يأخذ مساراته وفق الشريعة الإسلامية بالبيعة الشعبية، وهذه رسالة أخرى تبثها المملكة تبين من خلالها أنها لن تتخلى عما تأسست عليه من اعتمادها على الشرع الإسلامي كركيزة تنطلق منها إلى بناء دولة عصرية يتوافق أبناؤها من قادة وشعب على معطياتها كافة، وحين يبلغ التوافق أعلى مستوياته في مركز الحكم، فعلى الجميع أن يعلم أن المملكة العربية السعودية وشعبها في أمان، وأن مستقبلها أفضل في ظل وجود قيادة حكيمة تحكِّم شرع الله، ويبايعها الشعب السعودي على كتاب الله وسنة رسوله، وسيستمر إن شاء الله من حسن إلى أحسن.