اختتم قادة الدول العربية، أمس، أعمال مؤتمر القمة العربية في دورته العادية الخامسة والعشرين بدولة الكويت، برئاسة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت. وتلا وكيل وزير الخارجية الكويتي «إعلان الكويت» الذي جدد قادة الدول العربية فيه التعهد بإيجاد الحلول اللازمة للأوضاع الدقيقة والحرجة التي يمر بها الوطن العربي برؤية عميقة وبصيرة منفتحة. وأكد إعلان الكويت الصادر في ختام القمة حرص القادة العرب الكامل على تعزيز الأمن القومي العربي بما يضمن سلامة الدول العربية ووحدتها الوطنية والترابية. وبشأن القضية الفلسطينية، أكد «إعلان الكويت» مجدداً أن هذه القضية تظل القضية المركزية لشعوب الأمة العربية، مشددين على تكريس جهودهم كافة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية فى حدود الرابع من يونيو 1967م. وأكدوا ضرورة قيام الدولة الفلسطينية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية وخاصة قرارات مجلس الأمن 242 و338 و1397 وفي إطار مبادرة السلام العربية وقرارات القمة العربية ذات الصلة وبيانات وقرارات الاتحاد الأوروبي وعلى نحو خاص بيان بروكسل، التي تؤكد جميعها على حل الدولتين وإرساء السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط. وأعربوا عن الرفض المطلق والقاطع للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية واستمرار الاستيطان وتهويد القدس والاعتداء على مقدساتها الإسلامية والمسيحية وتغيير وضعها الديمغرافي والجغرافي. كما أكد الإعلان التضامن الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له بما يحافظ على الوحدة الوطنية اللبنانية وأمنه واستقراره وسيادته على كامل أراضيه. وأكد إعلان الكويت على التضامن الكامل مع الشعب السوري ومطالبه المشروعة في حقه في الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة وإقامة نظام دولة يتمتع فيه جميع المواطنين السوريين بالحق في المشاركة في جميع مؤسساته دون إقصاء أو تمييز بسبب العرق أو الدين أو الطائفة. وأكد الإعلان على الدعم الثابت للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بوصفه ممثلاً شرعياً للشعب السوري. وطالبوا النظام السوري بالوقف الفوري لجميع الأعمال العسكرية ضد المواطنين السوريين ووضع حد نهائي لسفك الدماء وإزهاق الأرواح. وضرورة تطبيق بيان (جنيف 1)، ما يتيح للشعب السوري الانتقال السلمي لإعادة بناء الدولة وتحقيق المصالحة الوطنية بما يكفل المحافظة على استقلال سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها وسلامة ترابها الوطني. وجددوا كما جاء في «إعلان الكويت» موقفهم الثابت من إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، وعلى نحو عاجل، ووضع حد نهائي لسباق التسلح في المنطقة. وأكدوا تمسكهم بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، داعين المجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بتوقيع معاهدة انتشار الأسلحة النووية والعمل على تفكيك ترسانتها من الأسلحة النووية. ودعا قادة الدول العربية في «إعلان الكويت» إلى العمل الجاد والحثيث على مقاومة الإرهاب واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه الفكرية والمادية. وطالبوا بوقف كافة أشكال النشر أو الترويج الإعلامي للأفكار الإرهابية أو التحريض على الكراهية والتفرقة والطائفية والتكفير وازدراء الأديان والمعتقدات. وأعلنوا رفضهم البات لكافة أشكال الابتزاز من قِبل الجماعات الإرهابية سواء بالتهديد أو قتل الرهائن أو طلب فدية لتمويل جرائمها الإرهابية، مجددين التأكيد على إدانتهم الحازمة للإرهاب بجميع أشكاله وصوره وأياً كان مصدره باعتباره «عملاً إجرامياً» أياً كانت دوافعه ومبرراته. كما أعرب القادة العرب عن تضامنهم مع ليبيا ومساندتها في جهودها في الحفاظ على سيادتها الوطنية واستقلالها ورفض محاولات النيل من استقرارها ووحدة أراضيها. كما رحبوا بنتائج ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل في الجمهورية اليمنية، مؤكدين دعمهم الكامل لوحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية. وأكدوا أيضاً دعمهم القيادة السياسية اليمنية في جهودها الخاصة بالتصدي لأعمال العنف أو الإضرار باستقرار وأمن ووحدة اليمن ودعمه في حربه ضد الإرهاب. وجدد قادة الدول العربية موقفهم الثابت إزاء سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث التي تحتلها إيران، وتأييد الإجراءات والوسائل السلمية كافة التي تتخذها الإمارات لاستعادة سيادتها على جزرها. ودعوا إيران إلى الاستجابة لمبادرة الإمارات بإيجاد حل سلمي لقضية الجزر الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) من خلال المفاوضات الجادة المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.