أكد قادة دول مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتهم التشاورية ال12 في الرياض أمس التزامهم احترام الشرعية الدولية في خصوص الملف النووي الايراني ودعوا الى حل النزاع بالطرق السلمية، مؤكدين أهمية جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، واستنكروا التهديدات الاسرائيلية الى كل من سورية ولبنان. وبحث القادة خلال قمتهم التي ترأسها أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون، الأوضاع في المنطقة في ظل استمرار عوامل التوتر في قضية الجزر الإماراتية الثلاث وأزمة الملف النووي الإيراني وفلسطين والعراق والسودان والصومال. وفي ما يتعلق بالجزر الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى) التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة وتحتلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أكد القادة مجدداً مواقف دول المجلس الداعمة لحق دولة الإمارات في اتخاذ الإجراءات السلمية كافة لاستعادة سيادتها الكاملة على جزرها الثلاث. وحول أزمة الملف النووي الإيراني، جدد قادة دول المجلس تأكيدهم والتزامهم مبادئ مجلس التعاون الثابتة المتمثلة في احترام الشرعية الدولية، وحل النزاعات بالطرق السلمية، مؤكدين أهمية جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية. وفي الشأن العراقي، أكد قادة دول المجلس أهمية احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق والحفاظ على هويته العربية والإسلامية، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، معربين عن الأمل بأن تُسهم نتائج الانتخابات النيابية العراقية التي أجريت في آذار (مارس) 2010 في تشكيل حكومة عراقية وطنية بعيداً عن الطائفية والعرقية والتدخلات الخارجية، لإنجاح العملية السياسية وتحقيق المصالحة الوطنية. وفي ما يتعلق بالشأن الفلسطيني، عبر القادة عن قلقهم البالغ من استمرار فرض الحصار الإسرائيلي الجائر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وقرار الحكومة الإسرائيلية ترحيل عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة الغربية، معربين عن الأمل بأن تسهم الجهود المبذولة لإحياء المفاوضات على المسار الفلسطيني، بما في ذلك المباحثات غير المباشرة مع إسرائيل، في بلوغ هدف السلام المنشود. واستنكر قادة دول المجلس التهديدات الإسرائيلية ضد سورية ولبنان، مؤكدين رفضهم التام لهذه التهديدات وللمحاولات الإسرائيلية المستمرة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة. وفي الشأن السوداني، عبر القادة عن تضامنهم مع السودان، مشيدين بالجهود التي تبذلها الحكومة السودانية لحل مشكلة دارفور، مؤكدين دعمهم لوحدة السودان. وفي الشأن الصومالي، حض قادة دول المجلس أطراف النزاع على تحقيق الوفاق الوطني والحفاظ على وحدة الصومال، مجددين دعوتهم للأطراف الصومالية كافة لوقف أعمال العنف والتخلي عن كل ما يعرقل جهود المصالحة الوطنية. وفي مجال مكافحة الإرهاب، أكد القادة مواقف دول المجلس الثابتة لنبذ العنف والتطرف والارهاب، معربين عن تأييدهم لكل جهد إقليمي أو دولي يهدف إلى مكافحة الإرهاب، وشددوا على ضرورة تفعيل القرارات والبيانات الصادرة عن المنظمات والمؤتمرات الإقليمية والدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وفي مجال مكافحة القرصنة، أعرب القادة عن قلقهم من استمرار عمليات القرصنة البحرية في الممرات المائية في خليج عدن والبحر الأحمر وغيرها، مؤكدين أهمية تضافر الجهود وتكثيف التنسيق الإقليمي والدولي للتصدي لعمليات القرصنة. وقدم الأمين العام للمجلس عبدالرحمن العطية الى القمة تقريراً عمّا تم إنجازه في مسيرة التعاون الاقتصادي المشترك منذ عقد الدورة ال30 للمجلس الأعلى في الكويت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وما أصدرته الدول الأعضاء من قرارات تنفيذية لقرارات المجلس الأعلى، وما قامت به اللجان الوزارية بهدف تعزيز ما تحقق في مجالي الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة وزيادة استفادة مواطني دول المجلس منهما، وما اتخذ من خطوات نحو إقامة الاتحاد النقدي لدول المجلس ودخول اتفاقيته حيز النفاذ.