كشف بنك الاستثمار العالمي «باركليز كابيتال» عن أن قيمة السندات الأمريكيةالعالية المخاطرة، التي تمنح معدل فائدة مرتفعاً مقابل المخاطرة العالية، ولا يسمح للمؤسسات المالية الرسمية بشرائها، بلغت نحو 19.5 مليار دولار منذ بداية العام الماضي. وذكر أن أزمة الديون في أمريكا، وتعثر منطقة اليورو، تسببا في وصول سندات العديد من الشركات الأمريكية إلى درجة تقييم ضعيفة، وصلت إلى أقل من «BB». وقال محللون لصحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية إن المستثمرين يتعرضون لمخاطر كبرى باتجاههم لأسواق الدين ذات العائد المرتفع، فمازالت أسواق السندات تعاني ضعفاً كبيراً، والمخاطر التي شهدها السوق في النصف الأخير من العام الماضي لم يتم حلها حتى الآن، لاسيما في ظل غياب النمو الاقتصادي الأفضل في الولاياتالمتحدة، وعدم التوصل إلى قرار بشأن أزمة ديون أوروبا. ورأى المحللون أن عدم تعافي أسواق السندات في أوروبا وأمريكا يدل على أن النمو الاقتصادي يتباطأ، كما أن سوق الديون ذات العائد المرتفع في أوروبا تبدو عرضة للمخاطر؛ إذ أوضحت تقريرات مؤسسة «إي بي إف آر» العالمية لإمداد البيانات عن صناديق الاستثمار أن صناديق الاستثمار الأمريكيةالعالية المخاطر شهدت تدفقات بلغت سبعة مليارات دولار حتى 25 يناير الماضي، بينما شهدت نظيراتها الأوروبية تدفقات بلغت 12 مليون دولار. وقال الخبير في بنك جي بي مورجان كريستيان أورستين إن وجود موجة جديدة من المخاطر التي يمكن أن تؤثر علي سوق السندات الأمريكية بعيدة شيئاً ما، خاصة بعد تحسن بعض بيانات الاقتصاد الكلي، ولكن العوامل الموسمية التي قد تحدث تجعل من الصعب قراءة الأوضاع بدقة، ويمكن لعدد كبير من الشركات الأوروبية أن تتجه، من خلال الترويج الجيد للسوق الأمريكية؛ من أجل زيادة قاعدة المستثمرين في أوروبا، ولإعادة تمويل ديونها.