تقدم والد الطفلة ريناد يحيى آل يحيى بشكوى ضد إدراة التربية والتعليم في عسير بعد سقوط ابنته في فناء المدرسة، عندما فرضت مديرة المدرسة عليها، وعلى زميلاتها المتأخرات عن الطابور الصباحي، غسل أحد مرافق المدرسة، ما تسبب لها في إعاقة مؤقتة استوجبت منحها إجازة عشرة أيام. وقال والد الطفلة ل «الشرق» إن الحادثة وقعت في مجمع مدارس تحفيظ القرآن الكريم الثانية في أبها عندما حضرت ابنته ريناد إلى الطابور الصباحي متأخرة (الساعة 7:40)، ما استدعى مديرة المدرسة إلى إيقافها وحرمانها من دخول الحصة، ومعاقبتها بغسل أحد المرافق في المدرسة بالماء والصابون مع بقية زميلاتها المتأخرات؛ حيث إنها قد أخذت من كل صف 6 طالبات، ومن كانت ترفض المشاركة في الغسيل تعاقبها بالوقوف وتهددها بأنها ستحرمها من اختبار مادة التجويد، ولخوف الطالبات من الحرمان من الامتحان رضخن لهذا العقاب الجائر، وهو تصرف لا مسؤول منها، وسقطت ابنتي وكانت تصرخ من ألم رجلها اليمنى، وأعلى الحوض، ولم تستطع المشي. وأضاف أن المصيبة العظمى بعد كل ما حدث لابنتي أن الإدارة، بمن فيها المديرة، لم تكلف نفسها عناء إسعاف الطالبة، والاطمئنان على حالتها، أو إشعاري بما حدث، بل أرسلت لي ابنتي مع حارس المدرسة، فاتصلت بالمدرسة حينما وصلت على هذه الحال، لأتفاجأ بإحدى المساعدات تقول: ابنتك سقطت، وإن شاء الله هي بخير، فطلبت عمل محضر بما حدث، إلا أنها قالت إن ما حدث بسيط، ولا يستحق ذلك. وتساءل الوالد: ماذا لو كنت لست موجوداً، أو كنت عاجزاً، أو ظروفي لا تسمح بمراجعة المستشفى؛ لماذا لم ينظروا لكل هذه الأمور قبل أن يرسلوا لي ابنتي مع الحارس؟ وتابع: نقلت ابنتي بعد ذلك إلى المستشفى، وتم إجراء أشعة وفحوصات، وتبين أنها تعاني من رضوض وتهتك في عضلات الحوض والرجل اليمنى نتيجة السقوط، ما أثر على حركتها، وتسبب في حرمانها من الامتحان مع بقية زميلاتها دون وجه حق، كما تسبب في إعاقتها عن الحركة مدة عشرة أيام حسب التقرير الصادر من مستشفى عسير المركزي، وإضافة إلى كل ذلك هنالك الأثر النفسي والصحي، وحرمانها من التمتع بالإجازة الأسبوعية. وتساءل اليحيى: كيف لها أن تفرض عقاباً كهذا؟ فالأرضية من السيراميك الذي يؤدي للانزلاق بوجود الماء والصابون، وفي هذا خطورة كبيرة، بالإضافة إلى البرودة إذا ما تبللت ملابس الطالبات. واستنكر والد الطفلة الأسباب التي دفعت المديرة لإسناد مهمة تنظيف الأوساخ التي تخلفها الحفلات إلى الطالبات، وقال: أنا أرسلت ابنتي بالزي المدرسي لتتعلم، لا لتنظف. وأشار إلى أنه كان يجب على مديرة المدرسة الاتصال بي وإخباري والاستفسار مني عن سبب التأخير، أو التأكد من والدة الطفلة التي تعمل في المجمع نفسه لدى الابتدائي، أو اختيار العقاب المناسب، فالكل يتأخر ويغلط، ولا ننكر ذلك. وقال كان يجب على مديرة المدرسة أن تستشعر نتيجة هذا العقاب، فلو سقطت إحدى الطالبات فإن الإصابات حتماً ستكون خطيرة، وقد تصاب إحداهن في العمود الفقري، أو الرأس، مما يتسبب لها في شلل وإعاقة. وعن مجريات القضية، قال حتى الآن لم يستجد شيء، ولم تفدني وزارة التربية بشيء رغم مراجعاتي لهم، فقد طلبوا مني مخاطبة الشؤون التعليمية في القسم النسوي، وتابعت الأمر، وأكدوا لي أن موضوع الشكوى لم يأتهم، وكل ما وصلهم هو مذكرة عبارة عن إفادة بالبرنامج الوزاري «مهنتي مستقبلي»، و»فينا خير»؛ لأن الطالبة تعرضت للإصابة أثناء هذه المشاريع. وقال اليحيى: تدخلت زوجتي لأصرف النظر عن الموضوع، فأبلغتها أن هذا الأمر هو موضوعي أنا، وسأطالب بمعاقبة المتسبب. من جهته، أوضح المتحدث الرسمي باسم تعليم عسير، محمد آل يحيى، أن التحقيقات التي أجرتها إدارة المتابعة والأقسام ذات العلاقة في الإدارة أظهرت عدم تسبب المدرسة في إصابة الطالبة كما ادعى ولي أمر الطالبة؛ فالمدرسة كانت تنفذ برنامج «فينا خير»، ومن فعالياته مساهمة الطالبات في المحافظة على بيئة المدرسة، والبرنامج اختياري، ولم يتم تكليف الطالبة على وجه الخصوص بالمشاركة فيه، بل كانت ضمن مجموعة طالبات، مضيفاً أن والدتها تعمل معلمة في المدرسة نفسها، وعلى اطلاع تام بملابسات ما حدث.