ليس غريبا عندما أقول إن الطريق الذي يربط مكةالمكرمة بالمدينة المنورة، أهم وأقدس طريق في المملكة بل وفي العالم أجمع، حيث أنه يربط بين أقدس وأهم مدينتين في العالم الإسلامي، ويمتد على مسافة تتجاوز 450 كم هي المسافة الفاصلة بين المدينتين, وفي الحقيقة أنني لم أحصِ عدد محطات الاستراحة على الطريق في كلا الاتجاهين, لأن المشكلة ليست في عدد المحطات, أو ندرتها فحسب, بل إن المشكلة الحقيقية تكمن في سوء الخدمات المقدمة في هذه الأماكن الخربة, التي تسمى ظلماً “محطات استراحة”! ولست هنا لتبيين مدى حاجة المسافر لخدمات أساسية يحتاجها في الطريق, كالتزود بالوقود, والتبضع والأكل الصحي, وقضاء الحاجة, والاستراحة, والصلاة في مصلى لائق ونظيف... بل لأبين الأمر الذي مازال يعاني منه سالكو هذا الطريق, الذين يعدون بعشرات الملايين, من سوء الخدمات المقدمة. فلكم أن تتخيلوا: مواد غذائية فاسدة, ومباني متهالكة, ومطاعم قذرة, ومصليات متسخة, ودورات مياه غير صالحة للاستخدام مع غياب عمال النظافة والصيانة, بالإضافة إلى رداءة الإسفلت داخل هذه المحطات، العشرات والعشرات أبدوا امتعاضهم من رداءة هذه المحطات, وسوء الخدمات المقدمة فيها! حتى أصبح الأمر بحاجة إلى تدخل سريع من إمارة العاصمة المقدسة وهيئة السياحة و وزارة التجارة وزارة النقل, ووزارة المواصلات, لانتشال هذه المحطات من وضعها السيئ, إما بإلزام أصحابها بتطوير خدماتها أو طرحها للمشغلين في حالة عجزهم المادي, فتقديم الخدمات الأساسية يعد بلا شك أهم وأبرز واجب تقدمه محطات الطرق للمسافرين, فضلا عن تقديمها الوجه الحضاري للمملكة أمام ضيوف الرحمن من شتى البقاع.