سقط 19 قتيلاً على الأقل في اعتداءات استهدفت أمس الجمعة قوات الأمن في بيشاور وكويتا في شمال غرب باكستان قرب الحدود الأفغانية، على ما أفاد مسؤولون. وأوقع اعتداء انتحاري استهدف شرطيين تسعة قتلى على الأقل ونحو ثلاثين جريحاً في ضاحية بيشاور وتلاه انفجار عبوة موجهة عن بعد لدى مرور عناصر شبه عسكرية فسقط عشرة قتلى و31 جريحاً آخر في كويتا، كبرى مدن بلوشستان. ولم تتبنَّ أي جهة اعتداء بيشاور، عاصمة ولاية خيبر بختونخوا الأكثر تضرراً من اعتداءات طالبان خلال السنة الماضية، لكنه قد يحمل بصمات مجموعة تعارض تقارب الحكومة مع مقاتلي طالبان عبر المفاوضات. واستأنفت حركة طالبان الباكستانية والحكومة عبر وسطاء الأسبوع الماضي مباحثات سلام بعد التزامهما باحترام وقف إطلاق النار. ووقع اعتداء بيشاور في حين كان وسطاء طالبان يصلون إلى معاقل المتشددين في شمال غرب البلاد للتباحث مع قيادة الحركة بشأن تحديد استراتيجية الجولة المقبلة من المباحثات. ومنذ التزامهم في الأول من مارس بوقف لإطلاق النار نفى مقاتلو طالبان التورط في أي هجوم ارتُكِبَ في مختلف أنحاء البلاد بما فيه الذي ارتُكِبَ الأسبوع الماضي واستهدف محكمة إسلام آباد العاصمة التي غالباً ما كانت تنجو من أعمال العنف. غير أن «أحرار الهند» وهي مجموعة متطرفة صغيرة تعارض الحوار مع الحكومة تبنت الاعتداء على المحكمة الذي أسفر عن سقوط 11 قتيلاً واعتُبِرَ أعنف اعتداء تشهده العاصمة منذ الهجوم على فندق ماريوت في 2008. وفي كويتا، عاصمة بلوشستان المحاذية لإيران وأفغانستان حيث أهم منشآت صناعة الغاز في البلاد، انفجرت عبوة تزن حوالي عشرة كيلوغرامات في وسط المدينة لدى مرور قافلة عناصر شبه عسكرية. وقال عبدالرزاق شيما «يبدو أن الاعتداء استهدف العناصر شبه العسكرية» في حين لم تتبن أي جهة الاعتداء حتى غروب الشمس.