أكد أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر أن الوطن انتماء واعتزاز، وليس مجرد مشاعر أو خواطر، وهو وعي وسلوك في آن واحد، ولأنه أغلى ما يملك الإنسان، فإن له حقوقاً لا تقبل التفريط، تأديتها تأدية للأمانة، وحفظها حفظ للرسالة، وهي محك الوطنية ومعيارها الذي لا يخطئ. وقال «إن مفهوم الوطن الواحد، كلٌ لا يقبل التجزؤ، ترفض فيه المزايدات، ويرتفع عن المقايضات، وتنمية التربية الإسلامية، وتغذية المثابرة، ويشترك في إنجازه كافة المؤسسات، وجميع الشرائح والفئات». وأضاف «إن قيم الولاء والإيثار، والتسامح والمشاركة، قيم وطنية بامتياز، وهي أساس لبناء الهوية الوطنية، وعماد لصناعة الفرد والمجتمع في الوطن الواحد، فلا مكان للمتقاعسين، ولا محل للمتشرذمين، ولا خانة لذوي الرؤى الضيقة، والمقاصد الخفية». جاء ذلك خلال رعايته في مركز الملك فهد الثقافي مساء أمس الأول، بحضور نائبه الأمير تركي بن عبدالله حفل تدشين فعاليات الحملة الشاملة لتعزيز القيم الوطنية تحت شعار «وطننا أمانة». وأوضح الأمير خالد بن بندر أن المواطن الصالح أمين على بيته وأسرته، وحارس لمجتمعه وأمته؛ فهو جندي أينما كان، لا يتنازل عن مسؤوليته، ولا يساوم على وطنيته. وقال «إن الله خصنا أبناء المملكة العربية السعودية بخير الأوطان وأشرف البلدان، وأكرمنا جميعاً بوحدة أطرافه واتحاد أطيافه تحت راية التوحيد، وعلى يد المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه -، فالأمانة مضاعفة والمسؤولية كبيرة، والطريق واضح، والهدف نبيل، وفي هذا العصر يؤكدها عبدالله بن عبدالعزيز لا مساومة في اثنتين: الدين والوطن». وأضاف «إن تدشين حملة تعزيز القيم الوطنية واحتفاءنا بها، لهو سنة متبعة، وعناية معتادة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين التي تؤمن أشد ما يكون الإيمان بأن المواطن شريك في التنمية وأساس لكل نهضة، وفيه يجدر الاستثمار، وبه تتحقق المواطنة الصالحة؛ فالوطن أشرف الرهانات وأعظم الأمانات لنبذل الغالي في سبيله». من جهته، قال الأمير تركي بن عبدالله إن اللهَ حين جعل الناسَ شعوباً وقبائل، أسكنهم أوطاناً وبوّأهم منازل، فَطَرهُم على حبها، وجَبَلهُم على قُربها، وإن أشد ما يعانيه المرء هو البعد عن وطنه ومفارقة سكنه، ومهما طاب مقامُهُ في غير بلده يظل يحن إليه ولا يُقدِّم شيئا عليه. أما من ساءت علاقته بوطنه تدنَّت نظرتُهُ لنفسه؛ فالوطن الذي نسكن فيه يسكن فينا ويُمازج أرواحنا ويخالط قلوبنا وعقولنا. وأضاف «حينما رفعنا شعار (وطننا أمانة) لم يكن هدفنا ترويج الشعارات، ولا كانت بُغيتُنا استهلاك العبارات، بل هو زرعٌ ننتظر حصاده، واستثمارٌ نرجو أن يحقق مراده». وأردف قائلاً «إن عشق الوطن شعورٌ تتوارثه الأجيال على اختلاف الظروف وتباين الأحوال، تترجمه في سلوكها وتتمثله في أفعالها وأقوالها، ولأن الأمر وعيٌ وإدراك في المقام الأول، فقد جعلنا التربيةَ قضيتنا والتعليم وسيلتنا؛ فهما رهاننا لتحقيق معاني الانتماء وتعميق قيم الولاء والوصول لجوهر المواطَنة الصحيحة». وبين أن الحملة تجسد شعور المواطن الغيور على بلده، ومستمرة على مدى عام كامل وتتضمن برامج وفعاليات، مبيناً أن باب الأفكار والأطروحات مازال مفتوحاً. إلى ذلك، أعلن رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان خلال كلمته عن مبادرات سابك في الحملة الوطنية بدعم جمعية زهرة سرطان الثدي ب 25 مليون ريال، ودعم إنشاء مركز التشخيص والعلاج الخيري لجمعية فرط الحركة ب 18 مليون ريال، ودعم جمعية أسر التوحد ب 10 ملايين ريال، ودعم الجمعية الفيصلية النسوية الخيرية ب 10 ملايين ريال، ودعم إنشاء فرع جمعية الأطفال المعاقين في منطقة الحدود الشمالية ب 5 ملايين ريال، ودعم برنامج سابك لابتعاث أطفال التوحد ب 3 ملايين ريال، ودعم برنامج سند التعليمي الخاص بأطفال مرض السرطان بمليون ونصف المليون ريال. وضمن برامج الحملة، عكفت وزارة التربية والتعليم على تشكيل مجموعات شبابية بمسمى مجموعات «وطننا أمانة»، تحمل هوية الحملة وتحقق أهدافها. على صعيد متصل، بيّنت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، أنها اتساقاً مع الحملة ستحثّ خطباءها لتخصيص خُطبة الجمعة في أسبوع انطلاق الحملة، للحديث عن تعزيز القيم الوطنية والأمانة والنزاهة، وستتناول الموضوع في المحاضرات والندوات في الجوامع والمساجد التي تنظم من خلالها البرامج التوعوية والإرشادية التي تشرف عليها الوزارة.