أكد نائب أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله أن العمل قائم للحد من الزحام المروري في العاصمة، وكذلك للحد من الحوادث المرورية من خلال وضع الخطط والدراسات والتعاون مع الجهات ذات العلاقة. وأوضح أن الرياض ستكون ورشة عمل وأن الزحام قادم، ويجب التعاون والإدراك الكامل بتطبيق الأنظمة، وأضاف «نحن نعمل على مشاريع بعيدة الأمد خلال الفترة المقبلة، والعمل القادم سيكون كبيراً وجباراً ولم يسبق أن عُمل به في أي دولة من دول المنطقة، فليس هناك مدينة تحوي مسارات وطرقاً كما في الرياض، والرياض بشوارعها وامتدادها كبيرة، ونجاح هذا العمل لن يكتمل إلا بتضافر جهود الجميع من جهات معنية ومواطنين ومقيمين من خلال اتباع وتطبيق الأنظمة التي تعتبر هي السبيل الوحيد والأساسي في درء الزحام، وبالتعاون وباتباع الأنظمة ستكون هناك حلول جريئة إلى حد ما». جاء ذلك خلال رعايته في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي في الرياض أمس، انطلاق فعاليات أسبوع المرور الخليجي ال 30 تحت شعار «غايتنا سلامتك» الذي تنظمه الإدارة العامة للمرور بالتعاون مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وشركة أرامكو السعودية. وأوضح الأمير تركي بن عبدالله أن هناك خططاً ودراسات وورش عمل متعددة تقوم عليها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بالتعاون مع وزارتي الداخلية والنقل؛ للحد من الزحام المروري في العاصمة الرياض من خلال مشاريع وصفها بالجريئة والكبيرة والجبارة. من جهته، أكد مدير الإدارة العامة للمرور اللواء عبدالرحمن المقبل إن نظام ساهر ساهم بشكل كبير في الحد من الحوادث المرورية، مضيفا أن نظام تفعيل الخدمات الإلكترونية جعل الإدارة تستفيد من الأفراد الإداريين من خلال توزيع مهامهم وعملهم على العمل الميداني. وفي رده على سؤال «الشرق» حول الشباب الذين يقومون بطمس اللوحات والتحايل على نظام ساهر، قال المقبل «توصلنا إلى آلية عمل وتقنية عالية نستطيع من خلالها تطبيق المخالفة والعقوبة على المتلاعبين والمتحايلين، فهناك آلية تصوير تكشف حتى من يقوم بطمس اللوحة، وأضاف «هذا جاء بالتعاون مع أمن الطرق وبالتنسيق مع مدير الأمن العام في المملكة، ونعمل سوياً من أجل القضاء على جميع الظواهر السلبية التي تضر بحياة الناس وممتلكاتهم، وتطبيق النظام بكل صرامة». ونفى اللواء المقبل ما يسمى ب «تدبيل» المخالفة عبر نظام ساهر، وقال «ليس هناك شيء اسمه تدبيل المخالفات، وهناك حد أدنى وحد أعلى، وليس هناك مخالفات تتضاعف إطلاقاً، ومخالفة الحد الأعلى لو بقيت عشرين عاماً لا تتضاعف، فليس هناك في نظام المرور ما يسمى تدبيل، والنظام واضح، والمادة (73) تقول: إذا لم يُسدد المُخالف المخالفة خلال ثلاثين يوماً سترتفع إلى حدها الأعلى». وأكد أن ساهر لا يعرف أحداً ويُطبق النظام بمساواة وعدل، وأضاف «نظام ساهر ذكّر الناس بالسلوكيات الصحيحة وأعطى المشاة حقوقهم، ولا ننسى شركاءنا في النجاح، والإعلام على رأس هذه القائمة، فمتى ما أوصل الإعلام الرسالة بالشكل الصحيح بالتأكيد سيكون هناك تقبل أكثر من المجتمع». وبيّن اللواء المقبل أن تجربة «ساهر» التي خاضتها الإدارة العامة للمرور خلال العامين الماضيين ليست منفردة في المملكة العربية السعودية، بل سبق أن طُبقت في أمريكا وأوروبا قبل ما يقارب ال 40 عاماً، وآليات الرصد لا توضع إلا من خلال دراسة وضع الشارع، ومن خلال كثرة الحوادث والسرعة، والمناطق التي طُبقت فيها آلية ضبط النظام أظهرت مؤشرات إيجابية في انخفاض نسبة الوفيات والإصابات وخسائر الممتلكات، رغم عدم تطبيق ساهر سوى في 11 مدينة، ولم يطبق في جميع أنحاء المملكة، وتابع «الآن هناك دراسة في السلامة المرورية على تحديد المواقع الخطرة في المدن الأخرى، وسيكون هناك تطبيق على جميع المدن». وفي معرض رده على سؤال خاص ب «الشرق» حول مراقبة سير الشاحنات والتزامها بأوقات الدخول والسير داخل المدينة وعدم مراقبة الحمولة والتقيد بمحطات وزن الشاحنات، قال اللواء المقبل: «لدينا عدد كبير من الشاحنات الموجودة في الحجز، ولا أريد أن أسهب في هذا الموضوع، وأنا أدعوكم لجولة خاصة مع أحد رجال المرور المختصين في هذا الأمر؛ لكي تشاهدوا ما نقوم به من عمل على أرض الواقع». من جهته، أوضح مدير مرور الرياض العقيد علي الدبيخي أن نسبة حوادث الوفيات انخفضت خلال الربع الأول من هذا العام إلى 13%، وكشف أن نظام الضبط الآلي واليدوي للسيارات المخالفة «للوقوف غير النظامي» سيبدأ العمل به خلال الأسبوع المقبل، وذلك من خلال سيارة مجهزة بنظام كاميرا تستطيع أن تُحرر المخالفة وهي تسير بسرعة 40 كم في الساعة وتوثق المخالفة من خلال التصوير، كما أن هناك آلية الضبط اليدوي أيضاً؛ حيث يقوم رجل المرور محرر المخالفة بتصوير السيارة المخالفة وكتابة ووضع المخالفة عليها وتسجيلها بالجهاز مباشرة.