يعرف عن الاكتئاب بأنه من أشد أمراض العصر خطورة، فهو يؤثر على صحة الإنسان النفسية والجسدية، ويؤثر كذلك على كل أجزاء الإنسان الحياتية والاجتماعية، فينخفض إنتاج المصاب به إذا كان موظفاً، أو المستوى الدراسي للطالب، ويصبح الإنسان ضعيفاً خائفاً حزيناً لا يعمل لأجل الغد، وعابس الوجه، ويركز في النصف الفارغ من الكأس. كثير من المصابين بالاكتئاب يتساءلون عن الأسباب المؤدية للإصابة به، والطريقة المثلى للعلاج منه، وللتخلص من آلامه تجد بعضهم ينغمس في شهوات الحياة لكي يهرب ولو لفترة مؤقتة منه، وآخر يسافر لبلاد العالم الأول كي يبحث عن ضالته ويفوز بالكعكة الدنيوية، ولا يعلم أنه يعيش بين شعوب لا يملكون من السعادة إلا اسمها! تشير دراسات أمريكية أن أكثر من نصف الشعب الأمريكي يعيش في حالة اكتئاب، والغالبية منهم يتناولون أدوية مخففة للاكتئاب، أو تساعد على نسيان واقعهم الذي يعيشون فيه والهروب إلى عالم مجهول لنسيان الحقيقة وضغوط الحياة. تعرف الولاياتالمتحدةالأمريكيةواليابان والدول الأوروبية مثلاً بأنها من الدولة الأولى اقتصادياً وعلمياً، وهذا لم يساعدهم على التخلص من مرض العصر الاكتئاب! لماذا؟! الإجابة على هذا التساؤل ببساطة هي الابتعاد عن الله، والانغماس في الرذائل والمعاصي، التي بدورها تؤدي إلى الاكتئاب المزمن، ومن الممكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى الانتحار في بعض الحالات المتقدمة، فبحسب الدراسات، تعتبر اليابان من أولى دول العالم في معدلات الانتحار، تليها الصين وأمريكا. مرض الاكتئاب أصاب جميع الفئات العمرية من أصحاب الثروات الفاحشة إلى من لا يملكون درهماً واحداً! ففتك بالجميع إلا من رحم ربي. نحمد الله أن نسبة هذا المرض تقل بين الشعوب الإسلامية، فنجد في أفئدة البشر المؤمنة حول العالم نعمة عظيمة ألا وهي السعادة الحقيقية من داخل القلوب المحبة للخير والمتبعة لقول الله تعالى في كتابه الكريم «وإنه لحب الخير لشديد»، ولكن مع الأسف بدأ الوضع بالتغير، فالاكتئاب بدأ بالظهور بين المسلمين إسلاماً مظهرياً فقط، وذلك بسبب البعد عن الله والغوص في ملهيات الدنيا الكثيرة. أخيراً، السعادة بأيدينا ونتحكم بها، فلنجلبها لأنفسنا بالحب والرضا، وبطاعة الله، والبعد عن الحسد، والاستفادة الإيجابية من الثورة العلمية والتكنولوجية في دول العالم المتقدمة، ولنعمل لغد مشرق يملؤه التفاؤل والأمل.