«ربع النساء مكتئبات، وثُمن الرجال مكتئبون».. والفرق بين الربع والثُّمن هو الضعف. لكنّ اكتئاب الرجال قد يصل إلى الانتحار على العكس من اكتئاب النساء الذي نادراً ما يصل إلى هذه المرحلة من الخطورة. هذا ما صرّح به استشاري الطب النفسي في مستشفى القطيف المركزي الدكتور عبدالله الراشد الذي حاضر، حول «الاكتئاب لدى لنساء» في الملتقى النفسي الاجتماعي، نهاية الأسبوع الماضي. وفي المحاضرة؛ أشار الراشد إلى اكتئاب الجنسين، لكنه أكد أن النساء «أكثر عُرضة له» وتتزايد احتمالات الإصابة أكثر به عند سنّ البلوغ وسنّ اليأس، وتُراوح النسبة بين 20% و25% في مختلف المراحل العمرية، في حين تنخفض نسبة الإصابة لدى الرجال حتى 12% فقط. والسبب طبقاً للراشد يعود إلى الاضطرابات الهرمونية لدى النساء في فترات حياتهن، خاصة بداية الطمث وأثناء الحمل وعند الولادة وما بعد الولادة. وفصّل الراشد الأعراض الاكتئابية التي تصاحبها تقلبات في المزاج، محذّراً من تركيز المرأة على النقاط السلبية في حياتها، فهذا التركيز يزيد من حدة الاكتئاب لديها. وقال إن الدراسات ترى أن المرأة أكثر عرضة للضغوط من الرجل واستجابتها للضغوط أشد وطأة بسبب ارتفاع الكرتيزون عند الضغوط أكثر من الرجل، موضحاً أن هرمون البروجسترون يمنع انخفاض مستوى الكورتيزون عند التعرض لضغط نفسي. انغلاق المجتمع وربط الدكتور الراشد بين الاكتئاب وانغلاق المجتمع، منبّهاً إلى ضرورة تحضير المرأة لسنّ البلوغ ومراعاة طبيعتها الأنثوية والهرمونية. ووصف سن البلوغ بأنه «مرحلة انتقالية تحدث فيها تغيرات كثيرة، منهاعضوية مثل: زيادة نمو الجسم ونمو الثديين وظهور الحيض، وتصل نسبة المكتئبات من النساء في هذه المرحلة بين 5% و 15%. وسرد الراشد الضغوط التي تصاحب هذه المرحلة، ومن أهمها: تحديد الهوية، وضغوط التحصيل الدراسي، والعلاقة مع الأبوين. وهناك اضطرابات ما قبل الطمث التي تنقسم إلى قسمين، حسب الراشد، فهناك نوع شائع يصيب 40% من الفتيات، وتكون أعراضه خفيفة. وهناك نوع شديد يصيب حوالي 2% إلى 10% من النساء، وأهم أعراضه انتفاخ وألم بالثدي وصداع وألم بالمفاصل وحالة حزن وقلق واضطراب بالنوم. أما اكتئاب الحمل فهو يصيب أكثر النساء اللواتي لديهن تاريخ مرضي سابق بالاكتئاب، وقد تصل نسبتهن إلى 50%، وقد يحدث لهن انتكاسة خلال الحمل، كما لوحظ أيضا أن نسبة 10% إلى 15% من النساء الحوامل قد يصبن بالاكتئاب. وهناك أسباب متعددة للاكتئاب من بينها التاريخ المرضي والقلق، واضطرابات ما قبل الدورة، والمشكلات الزوجية الحادة، و المشكلات المادية، والحمل غير المخطط له أو الإجهاض المتكرر أو الحمل بالمساعدة الطبية. ووصف علاج اكتئاب الحامل بأنه «سلاح ذو حدين؛ ولا بد من الموازنة بين صحة الأم والجنين والمخاطر المحتملة للعلاج». إما «التدخل المناسب في الحالات البسيطة فهو الدعم النفسي من قبل الزوج والعائلة وممارسة الرياضة، خاصة المشي وتناول الغذاء المناسب والمكملات الغذائية والعلاج النفسي. أما الحالات الشديدة فقد تكون أعراضها الاكتئابية مصاحبة لأفكار انتحارية أو الامتناع عن الأكل، وهنا لا بد من التدخل الدوائي». وحول اكتئاب ما بعد الولادة؛ فإن أعراضه تبدأ بعد أسبوعين على الأكثر وأغلبها يمر بسلام، و10% يصبن بأعراض حادة، وأهم أعراضه هي اضطرابات النوم والقلق والتوتر ونوبات من البكاء والخوف من عدم القدرة علي العناية بالمولود. وقد يستمر ذلك بين 3 و6 أشهر إذا لم يتم التدخل العلاجي. وقال الراشد: إن إهمال العلاج قد يعرض الأم لمشكلات خطيرة وهي تشكل 5% من الحالات خاصة، إذا كانت مصاحبة بأعراض ذهانية قد تؤدي إلى قتل المولود أو إهمال تغذيته. سن اليأس اكتئاب سنّ اليأس تزيد احتمالات حدوثه إلى 4 أضعاف المراحل العمرية الأخرى، ونسبة الإصابة إلى 30% من النساء، ويُعزى السبب إلى الاضطرابات الهرمونية المصاحبة لانقطاع الدورة الشهرية وانخفاض هرمون الاستروجين. وأهم أعراض هذا الانخفاض هو النفحات الحارة، والتعرق ليلاً واضطراب الدورة، وتأثر الرغبة الجسدية، وتشتت التركيز، واضطراب الذاكرة. وللتغلب على هذه الأعراض لابد من تعليم المرأة أن هذه المرحلة هي امتداد طبيعي للحياة وهناك 3 طرق لتعديل نمط الحياة بالرياضة أو بالطب البديل. كما أن هناك العلاج الدوائي والنفسي الذي يشمل العلاج النفسي والعلاج المعرفي السلوكي والعلاج الدوائي عن طريق مضادات الاكتئاب. ونسبة نجاح علاج الاكتئاب قد تصل إلى 60%.