استمر حرس الحدود في مطاردته للمتنزهين في المناطق الحدودية شمال المملكة، وشمالها الشرقي، ورصدت «الشرق» خلال إجازة نهاية الأسبوع وجود أعداد كبيرة من المتنزهين الباحثين عن الفقع في الأماكن الممنوعة. وعلى الرغم من تأكيدات حرس الحدود أكثر من مرة على لسان الناطق الإعلامي، العميد خالد العرقوبي، على التشديد في منع الاقتراب من الأماكن المحظورة، وتطبيق النظام على كل من يقترب من حرم الحدود بالسجن والغرامة، فإن «الشرق» رصدت في هذا التقرير الأسباب التي جعلت أعداد المتنزهين في تزايد مستمر، رغم التهديد بالغرامة والسجن. وأجمع متنزهون أن السبب وراء إصرارهم على الحضور والاستمتاع بالتقاط الفقع في مناطق حدودية ممنوعة يعود لجشع «شريطية الفقع» في الأسواق التي تشكلت بسرعة في محافظة حفر الباطن، وغيرها من القرى، وساهمت في رفع الأسعار بطريقة مبالغ فيها حرمتهم من أن يكون الفقع في متناول أيديهم لشرائه بمبالغ معقولة والاستمتاع بأكله وطبخه. يقول محمد الماشي إنهم يأتون للتنزه في الأجواء الجميلة ولالتقاط الفقع من داخل الحدود لكثرته هناك. وقال فهد الدوسري إنه من عشاق الفقع الذي له فوائد للقلب والعيون، مشيراً إلى تهاون حرس الحدود معهم في بعض الأحيان، وفي أغلب الوقت يتم إخراجنا من المنطقة الحدودية، مشيراً إلى أن أسباب ذهابهم للحدود هي الجشع والغش الواضح، ورفع أسعاره، إلا أن الفقع الموجود في السوق هو فقع مستورد من دول غرب إفريقيا، ولا يعرف هل هو صحي أم لا. وقال ل «الشرق» أحد شريطية السوق «تحتفظ الشرق باسمه»: أغلب الفقع في سوق حفر الباطن هو فقع مستورد، والفقع المستورد قليل من المواطنين من يتعرف عليه، ونادرون من يعرفونه، والفرق بين المستورد والفقع المحلي يعرف من خلال ملاحظة أن الفقعة المستوردة يابسة من عند سر البطن، أما المحلي فيكون رطباً، وقد لجأ بعض الشريطية إلى استيراد الفقع ودفنه ليلاً، ورش الماء عليه، ويأتي به صباحاً لبيعه، ويضطر بعضهم إلى شرائه لخوفهم من دخول المناطق الحدودية لتشدد حرس الحدود. «الشرق» اتجهت فجر أمس الجمعة إلى المنطقة الحدودية السعودية – الكويتية، والتقت عدداً من المتنزهين الذين تم إخراجهم من داخل الحدود، وقال أحدهم «رفض ذكر اسمه»: نحن عشاق الفقع بين نارين، نار حرس الحدود، ونار الفقع المستورد، مشيراً إلى إخراجه من داخل الحدود من قبل حرس الحدود، وأخذ فقعه المقدر ب 20 كيلو دون وجه حق، وأن معاملة حرس الحدود تختلف لبعض الناس عن بعضهم الآخر «دائماً ما يتم إخراجنا دون أخذ الفقع، أما اليوم فأخذوا الفقع بالغصب، وكانت طريقة التعامل غير حضارية». وذكر فهد العجمي «كويتي الجنسية» أنه أتى هنا لالتقاط الفقع قرب الحدود، والتنزه في الأجواء الجميلة مع عدد مع أبناء عمه السعوديين، وعائلاتهم. تقول أم محمد العجمي إن الخروج عن ضوضاء المدينة والتنزه في عاصمة الربيع له طعم خاص، وهو يجمع شمل العائلة.