بعد غياب سنوات طويلة، يعود السوق الشعبي للفقع في حفر الباطن ليعج بالحركة، ويتسبب في ازدحام السير في الطرق المجاورة له. «الشرق» التقت مع عدد من باعة الفقع داخل السوق، فرفض أغلبهم إخبارنا بمكان التقاط الفقع خوفاً من الجهات الأمنية، وكي لا يدلوا الموطنين إليها، وقال علي الخالدي «من أرض الله الواسعة نلتقط الفقع». وقال محمد الشمري إنهم يسهرون الليالي من أجل التقاط الفقع وبيعه، وإنهم يلتقطون الفقع من أماكن عدة، وهي المحميات، ومن داخل الحدود السعودية العراقية، وإنهم يدخلون ليلاً خوفاً من كشف أمرهم من قبل الأمن. وذكر الشمري أن أسعار الفقع مرتفعة بسبب المخاطرة في جلبه وبيعه. وذكر المشتري خالد الحربي أنه اشترى فقعاً بقيمة 2500 ريال، وهو عبارة عن كرتون صغير لوجبة العشاء، قائلاً إن الازدحام وتوافد عدد من الأشقاء الخليجيين إلى سوق حفر الباطن هو ما سبّب ازدحام السير ورفع أسعار الفقع عن المعقول. وطالب البائع عناد العنزي بلدية حفر الباطن، والجهات الأمنية، بتنظيم السوق؛ لأنه يعتبر أحد معالم حفر الباطن في هذه الفترة، لما تشتهر به المحافظة من وفرة الفقع، وزيارة الإخوان الخليجيين لها باستمرار. وقال العنزي إنهم يلتقطون الفقع من أماكن حول المحافظة، إلا أن الفقع في المحميات وداخل الحدود هو المرغوب والأفضل، لكبر حجم الفقع فيها، مشيراً إلى أن الأسعار مرتفعة لكثرة الطلب على الفقع، وأن أسعاره تجاوزت عشرة آلاف ريال، وهو يعتبر سعراً معقولاً لعشاق الفقع، وتتراوح الأسعار ما بين 500 ريال لصندوق الفلين الصغير وآلاف الريالات. وقال فهد المطيري، وهو أحد الهواة للفقع، إن سوق الفقع لم تشهد تنظيماً من قبل الجهات الخدمية والأمنية لمراقبة السوق، وإن موسم الفقع فترته محدودة لا تتجاوز الشهرين، وفي هذا العام كثر الفقع، لكن مازالت الأسعار مرتفعة لأسباب يجهلها.