عرفت جامعة هارفارد بعراقتها وبأنها أول جامعة تم إنشاؤها في الولاياتالمتحدةالأمريكية (1634م). تم تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى John Harvard، والمعلومة التي تخفى على البعض أن اسمها لم يكن هارفارد في أول ست سنوات من إنشائها وتم تغيير الاسم بعد الدعم المالي التي تلقته الجامعة منه آنذاك وتبرعه بمكتبة للجامعة، وتكريماً لهذا الشخص تم تسميتها باسمه، ولم يعلم John Harvard أن اسمه سوف يكون محفوراً في جبين أعرق العلماء، ويضرب باسمه المثل في العلم والمعرفة. تعتبر مكتبة هذه الجامعة مصدراً لجلب المعلومة، وفيها أكثر من 12 مليون كتاب موزعة بين الأدب والعلوم الحياتية… إلخ. ويتوافد الطلبة والباحثون من جميع أنحاء العالم لزيارة هذا الصرح العلمي الكبير لكي يتزودون من خيراتها العلمية. عرفت الجامعة بمتطلباتها العالية في القبول ولكن لا شيء مستحيل، فوجود آلاف الطلبة الأجانب فيها للدراسة يعطينا أملاً كبيراً بالقبول في هذا الصرح العلمي الكبير. كثير من رؤساء الدول العظمى تخرجوا فيها، ومن أبرزهم جون آدامز، وهو أول من تقلد منصب نائب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفرانكلين روزفلت، وهو الرئيس ال32 للولايات المتحدة، وجون كيندي، الرئيس ال35، وباراك أوباما الرئيس الحالي للولايات المتحدة. فنلاحظ أن أكثر من رئيس لأمريكا تخرج في هذه الجامعة، وهذا يثبت لنا أهميتها علمياً وسياسياً عند الغرب. ولكن في الجانب الآخر، الملياردير الأمريكي بيل غيتس لم يكمل دراسته فيها بسبب انشغاله في تجارته الخاصة الذي أنتج بعدها شركة مايكروسوفت التي تعد من أكبر الشركات بالعالم. يوجد في جامعة هارفارد كثير من المبتعثين والمبتعثات السعوديين الذين أثبتوا للعالم أجمع أن المبتعث السعودي قادر على اجتياز متطلبات أفضل الجامعات في العالم، والدراسة فيها، ولا يقف عند هذا الحد، بل يصل إلى التميز والإبداع والإنجاز والابتكار. ففي مؤتمر العرب الدولي، الذي تقيمه جامعة هارفارد كل عام، أبهر الطالب المبتعث في جامعة هارفارد رائد السماري، الجميع بحديثه أمام الجمهور عن تجربته وشغفه في صناعة الأفلام. لم يكن رائد الوحيد، بل كان هناك كثير من المبتعثين والمبتعثات الذين يدرسون في أهم جامعة على كوكب الأرض التي خرّجت سيدات ورجال غيّروا مجرى التاريخ. فالعالمة السعودية وعضوة مجلس الشورى حياة سندي والطبيبة الباحثة ملاك عابد تعملان باحثتين في الجامعة الأولى عالمياً. فدخول جامعة هارفارد والتميز بها ليس بالأمر المستحيل، ولكن بالمكافحة والإصرار ببلوغ الهدف وعدم اليأس من عدم تحقق النتائج في وقت قصير هو المطلوب، فالطموح هو الخطوة الأولى من تحقيق الأماني، وجامعة هارفارد ليست حكراً على مجموعة، فهي للجميع ودولتنا تدعم المبتعثين بالالتحاق في الجامعات ذات التصنيف العالي. فليكن هدفنا هو الالتحاق بأفضل الجامعات العالمية لكي نسهم بنقل ما نتعلمه إلى الداخل ولنسهم في نقل هذا الوطن إلى مصاف دول العالم الأول.