تشكل الأدخنة التي ينفثها مكب النفايات، أو ما يسمى ب «المحارق» القادمة من جهة شمال محافظة طريف، هاجساً كبيراً للأهالي جراء ما وصفوه بالأضرار الصحية والبيئية التي تلحق بهم، وكذلك بالبيئة. وتساءل الأهالي عن الطريقة التقليدية والبدائية، التي يتم التخلص فيها من النفايات وحرقها دون النظر بعين الاعتبار للبيئة القريبة منها؟ ومَنْ المسؤول عن هذا العسف؟ مؤكدين أن ما يزيد الخطر أن المنطقة المجاورة للمحرقة منطقة رعوية وتنتشر بها الماشية، التي تعتبر مصدراً من مصادر الثروة الحيوانية. وذكر بدر العنزي أن ما تعانيه المحافظة من روائح كريهة نتيجة حرق النفايات يعتبر مخالفة واضحة وصريحة دولياً، وذلك لما ينتج عنه من الإصابة بأمراض سرطانية في الرئة والحنجرة، وإلى إجهاض الحوامل، كما أن مشكلة الدخان المتصاعد تكمن في إمكانية حمله لبعض الغازات السامة، التي قد تؤدي على المدى البعيد إلى أمراض سرطانية وأورام في الرئة والحنجرة. وطالب محمد الرويلي بأن يتم التعامل مع النفايات بالطرق العلمية المعتمدة من الجهات المسؤولة. فالمحافظة تمر الآن بمرحلة انتقالية وتطور بعد تدشين عقود وعد الشمال، وسوف تتحول في المستقبل القريب إلى مدينة صناعية وتحتاج إلى وعي من الجهات المختصة والمسؤولين لحمايتها بيئياً من دخان مصانع الشركات، التي سوف تكون خطراً يوازي خطر دخان حرق النفايات. وأضاف: يجب أن يتم تطبيق برنامج المدن الصحية قبل الغزو الصناعي والاقتصادي وتدارك الوضع الصحي والبيئي في محافظة طريف. من جهته، حذر عضو هيئة التدريس في كلية العلوم بجامعة الجوف الدكتور عبدالله بن مرزوق الهاجوج من نتائج الأدخنة المتصاعدة من المحارق على البيئة النباتية. وقال ل «الشرق»: هناك تأثيران أحدهما مباشر والآخر غير مباشر، فالمباشر وجود هذه الأبخرة على أوراق النبات الأمر الذي يؤدي إلى بطء عملية البناء الضوئي. أما غير المباشر فيؤثر على الكائنات الدقيقة الموجودة في التربة ما يؤثر على خصوبة التربة. وذكر أستاذ علم البيئة الحيوانية الأستاذ مساعد في جامعة عين شمس الدكتور وليد فتحي محمد إبراهيم أن الدخان المنبعث من المحارق وخلافه له تأثير قوي وضار جداً على البيئة الحيوانية في المكان نفسه الموجود فيه مصدر الدخان، وكذلك الأماكن المجاورة. وقال: يتمثل الضرر في الاختناق وإصابة العيون وأمراض الرئة وضعف إدرار الحليب للحيوانات الداجنة وقلة اللحم والبيض المنتج من هذه الحيوانات والهزال العام، الذي يصيب أجسام الحيوانات بشكل كبير. من جهتها، حرصت «الشرق» على التواصل مع رئيس بلدية طريف المهندس الظمني الرويلي، للحصول على رد بخصوص استفسارات المواطنين وهواجسهم، إلا أنه لم يرد على الاتصالات المتكررة. كما وعد رئيس المجلس البلدي في محافظة طريف ماجد بن حمود بالرد في أقرب وقت منذ عدة أيام، ولكننا لم نتلق أي رد منه حتى لحظة إعداد التقرير.