شهدت سماء مدينة تبوك أمس الأول تصاعد أعمدة من الدخان الأسود بسبب اشتعال مكب للنفايات بالقرب من الأحياء السكنية ما أدى إلى تذمر الأهالي نتيجة استنشاقهم هواءً ملوثا، خاصة أن عددا كبيرا منهم مصابون بأمراض الربو وحساسية الصدر، في حين جددت أمانة تبوك وعودها بنقل المكب إلى مكان آخر يبعد عن المدينة مسافة كبيرة. «الشرق» زارت موقع اندلاع الحريق، ورصدت أكوام النفايات المشتعلة، حيث لوحظ أن النفايات يتم تفريغها وتركها مكشوفة على جانبي الطريق المؤدي إلى منطقة المردم و دون طمر صحي، ما أدى إلى تكاثر الحشرات والذباب الناقل للأمراض بشكل كبير، فضلا عن انتشار الطيور والكلاب الضالة. ورصدت «الشرق» أيضاً عدم التزام الأمانة بتطبيق الاشتراطات والمواصفات والتصاميم البيئية الخاصة بمرادم النفايات البلدية، حتى تحول المكب إلى بؤرة ومصدر للأمراض يؤثر سلباً على صحة البيئة والإنسان. إلى ذلك قال المواطن سالم بن حمود العطوي «منذ سبع سنوات طالبنا أمانة تبوك بنقل مكب النفايات من موقعه غرب المدينة لما يسببه من انتشار للروائح الكريهة وقربه من الأحياء الجنوبية»، مضيفاً أنه تقدم بشكوى للمجلس البلدي بتبوك عام 1426ه طالب فيها أمانة المنطقة بضرورة نقل مكب النفايات من موقعه حيث جاء رد وكيل الأمين للخدمات بأن الأمانة تدرس تغيير موقع المكب إلى قاع شرورة وأنه جارٍ التنسيق مع الجهات ذات العلاقة وإلى هذا اليوم ونحن ننتظر نقل المكب. ولفت إلى أنهم بصدد تجهيز شكوى لهيئة حقوق الإنسان بسبب الضرر الذي نعانيه والمتاعب الصحية التي تسببها سحب الأدخنة المتصاعدة من المكب، وقال العطوي «مازالت المحرقة تنفث سمومها وهذا الاحتراق ليس الأول والأخير فمنذ سنوات ومحرقة تبوك تنفث سمومها بسبب حرق النفايات». وأشار عودة الحويطي من سكان الأحياء الجنوبية إلى أن جميع سكان الحي الذي يقطنه يشاهدون هذا التلوث البيئي ما أدى إلى تفاقم مشكلة مرضى الربو خاصة لدى صغار السن. فيما تفاعل عضو مجلس الشورى السابق الدكتور مسعد العطوي مع مايعانيه سكان تبوك حيال محرقة وأدخنة مكب النفايات وقال «أعرف ويعرف غيري أن المحرقة «لا ناقة للأمانة فيها ولا جمل» حيث تعتبر إرثا ثقيلا يؤدي إلى انتشار الأمراض «مضيفاً» أملنا فيك أيها الأمين أن تبادر إلى حماية المجتمع التبوكي من هذه المحرقة وأن تأمر بإيقاف العمل بها لتنال الأجر والمثوبة». وكان أمين منطقة تبوك المهندس محمد العمري قال في تصريحات سابقة أن مكب النفايات الحالي سيتم نقله إلى شرق الوادي الأخضر في حال وجدنا مقاول مناسب يقوم بتشغيل الموقع الجديد وفق الاعتمادات الموجودة لدى الأمانة. وأوضح العمري أن مشروع تشغيل المكب الجديد لم يتم ترسيته على أي مقاول وإنما كان هناك فتح مظاريف ووجدنا الأسعار المتقدمة من قبل المقاولين أكبر بكثير من الاعتمادات المالية الموجودة لدينا وقال نحن الآن نحاول أن نعيد طرح المشروع لترسيته على مقاول آخر. من جهة ثانية أفاد مدير فرع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بالمنطقة الشمالية حمدان هويمل العطار أن فرع الرئاسة تلقى بلاغات وشكاوى من المواطنين أبدوا استياءهم من الروائح الكريهة التي تنبعث من مكب النفايات وعلى ضوء ذلك قام فريق من الرئاسة بزيارة موقع مكب النفايات وتبين اشتعال النيران وانبعاث أدخنة كثيفة من المكب وتأثير ذلك على الصحة العامة للمواطنين وتلوث البيئة ونظرا لتكرار عمليات الحرق الناتجة عن المكب فقد تمت الكتابة إلى مقام إمارة منطقة تبوك وحسب توجيهات أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز فإن التنسيق جارٍ مع أمانة المنطقة لاتخاذ الإجراءات الأزمة لإيقاف عمليات الحرق بالمكب وتحديد موقع ملائم لذلك حسب المواصفات والاشتراطات البيئية. هذا ومن جهته تحدث للشرق المحامي القانوني علا كساب الحميدي وقال إن الجهة صاحبة الاختصاص في تحديد مكبات النفايات هي الرئاسة العامة لمصلحة الأرصاد وحماية البيئة حيث نصت الماده الثانية من النظام العام للبيئة على أن هذا النظام يهدف للمحافظة على البيئة وحمايتها وتطويرها ومنع التلوث عنها كما يهدف لحماية الصحة العامة من أخطار الأنشطة والأفعال المضرة بالبيئة لذا فهي ووفقا للمادة الثالثة من النظام المشار إليه فإنها الجهة صاحبة الاختصاص في تحديد مدى التزام الأشخاص والجهات العامة بالمعايير والضوابط والمقاييس البيئيه. لذا فإنه لايمكن أن يأتي شخص ما ويدعي على الأمانة أو الشركة المشغلة بأنها قد تسببت بالأضرار الصحية والنفسية بسبب مكب النفايات قبل أن يتم التثبت من ذلك من الجهات صاحبة الاختصاص وإلا كان من حق الأمانة الرجوع على المدعين برد الاعتبار وطلب التعويضات التي تراها. ومن جانبه أوضح مدير العلاقات العامة الناطق باسم المديرية العامة للشؤون الصحية بتبوك عطاالله العمراني أن معالجة النفايات بالطرق التقليدية تشكل خطراً على صحة الإنسان إضافة إلى الضرر الذي تلحقة بالبيئة، لافتاً إلى أن حرق النفايات من شأنه أن يقلّل من نسبة الأوكسجين الذي يستهلكه الإنسان ويساعد على ارتفاع نسبة أحادي أوكسيد الكربون وثاني أوكسيد الكربون، وتؤثر الغازات السامة والضارة التي تنبعث من عملية حرق النفايات بشكل مباشر على صحة الإنسان خصوصا مرضى الجهاز التنفسي. غيمة سوداء نتيجة حرق النفايات أحد العمال في مكب النفايات