شاهد كثير من الناس مقطعاً مرفوعاً على «يوتيوب» يُظهر عبث أحدهم، عبر التفحيط بسيارته، في بساط أخضر من الأرض يبهج النفس منظره، ناهيك عن الاستمتاع بالجلوس عليه، والنظر في جنباته، والتنعم بلطيف رائحة أشجاره وأزهاره. وبعد ملء العين من ذلك المنظر البهي، إذا بتصرف سيئ من أحد الشباب، يقوم بالتفحيط عِدة مرات في أجزاء كثيرة ليشوه جمال المنظر، ويُتلف كثيراً من الزرع، دون مراعاة ومبالاة بمشاعر المتنزهين. الشاهد في هذا، أنّ ذلك التصرف مذموم شرعاً وعقلاً، وبيان ذلك من وجوه كثيرة، منها: - أنّ ذلك الفعل تصرف أهوج مخالف لنصوص شرعية كثيرة، جاء في القرآن الكريم «ولا تفسدوا في الأرض»، وهذا من الإفساد في الأرض. وجاء في الحديث الشريف «لا ضرر ولا ضرار»، وفي هذا إضرار بالإنسان والحيوان والطير، فذلك التصرف يمنع الإنسان من الاستمتاع بذلك الخير، ويحرم الحيوان والطير من الأكل منه. - أنّ ذلك الفاعل قد يلقي بنفسه إلى التهلكة، فربما انحرفت به سيارته فوقع ما لا تحمد عقباه بسبب تهوره، وفي ذلك مخالفة لقول الله تعالى: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة». - العقلاء جميعاً يرفضون، بل ينبذون ويحتقرون هذا التصرف. - مثل هذه التصرفات الرعناء تكشف عقليات أصحابها وأنهم خارجون عن دائرة العقلاء. - هؤلاء عرَّضوا أنفسهم للقدح فيهم، بل والدعاء والتحسّب عليهم، بل طالب بعضهم بإنزال عقوبة عليهم، ومن شواهد ذلك التعليقات الواردة في «يوتيوب» على ذلك المقطع. - هل يرضى أولئك أن يُفعل هذا في مزارعهم أو استراحاتهم؟! قطعاً هم لا يرضون ذلك في أملاكهم، لأن ذلك من الإفساد، فكيف يرضون ذلك فيما ينفع الناس ويفرحون به؟! ألا يكون ذلك التصرف دالًّا على أنانية الفاعل ودناءة أخلاقه. - في ذلك التصرف تشويه لأخلاق المسلمين، فإذا رأى ذلك المقطع غير المسلم، فلا شك أنّ ذلك سيكون موضع نقد وسخرية، وربما يقدحون في الإسلام بسبب سوء صنيعه. - ذلك البساط الأخضر من نعم الله تعالى في الأرض، وواجب أن يشكر الله عليها، وذلك التصرف الأهوج مناقض ومصادم للشكر. هذه بعض اللوازم لأولئك العابثين، ولعلها تكفي شاهداً ورادعاً عن ذلك التصرف العابث، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.