في كثير من القضايا لا تحقق المواعظ والنصائح وحتى التوعية الهدف المطلوب. لا بد من أنظمة واضحة تحدد الحقوق والواجبات، يساند الرسمي في تطبيقها متطوعون من مهتمين ومحبين، جُبلوا على الخير يحتضنون فطرة سليمة لم تتلوث بسلوكيات أنانية عبثية. أقصد أولئك الناس الذين يرون أن ما حولهم هو للجميع يحرصون عليه حرصهم على مالهم الخاص. قبل أيام ظهر مقطع "يوتيوب" لصاحب سيارة جيب يفحط في روضة خضراء ليقلب عاليها سافلها، كأنه مدن على الغبار، ومثل هذه المناظر المؤذية يراها مرتادو الصحراء خلال هذه الأيام أكثر من غيرها، وهي لا تختلف عن الإصرار على عدم النظافة. فهم لا يتركون إلا أثراً سيئاً يخبرون أنهم مروا ببصمات القذارة. أترك النظافة، وهي جزء حيوي لأركّز على استثمار التفاعل الإيجابي. هيئة حماية الحياة الفطرية أبدت أسفها من تصرف صاحب الجيب، وصفه رئيسها الأمير بندر بن سعود بن محمد، بأنه "سلوك مشين لا يصدر إلا من أناس جاهلين عابثين بثروات الوطن الطبيعية ومعتدين على حقوق المواطنين جميعاً". وهذا متفق عليه أيضاً لا يمكن لهيئة الحياة الفطرية ولا غيرها أن تراقب وتقف على كل روضة أو شعيب، لكن يمكنها أن تحاول بالمبادرة تأسيس ثقافة حماية وصيانة الحياة الفطرية. من الوسائل لذلك استثمار طاقات معطلة، فكثير من المهتمين من مواطنين وغيرهم يجوبون الصحارى في مواسم مختلفة، بعضهم مهتم بالنباتات والحيوانات أو التصوير والسيول وغيرها. أتوقع أن «حماية الحياة الفطرية» تستطيع تشكيل نادٍ أو جمعية من هؤلاء، وسينضم إليهم كثير من «الكشّاتة» المحترمين ممن لا يتركون أثراً سيئاً في مواقع يزورونها أو يبيتون فيها، فلا أكياس زبالة ولا علب معدنية. سيصبح لدى «الهيئة» شبكة متطوعة تؤسس لثقافة يمكن من خلالها تفعيل التوعية وفتح عيون كثيرة للمراقبة، ولاسيما مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي. مبادرة مثل هذه لها حاجة ومؤشرات نجاح ظاهرة. www.asuwayed.com @asuwayed