سعدت كثيرا وأنا أقرأ ما كتب عن جهود المرور السري؛ فهذا ما كنا قد طالبنا بتنفيذه منذ فترة عبر عدد من المقالات، ونحمد الله أن هذا الاقتراح لاقى القبول والتطبيق على أرض الواقع؛ فنحن في أمس الحاجة إلى هذا النوع من المرور؛ لأن هناك بعض قائدي السيارات، خصوصا بعض الشباب، غير مبالين بالأنظمة المرورية وقواعد وأصول السير وقد سببوا لأنفسهم ولغيرهم من عباد الله الأذى والضرر بل الموت من جراء تصرفاتهم الهوجاء وأفعالهم الرعناء. ومثل هؤلاء لا ينفع معهم إلا المرور السري؛ فهو الذي يسجل مخالفاتهم ويمسك بهم ثم يودعهم التوقيف، وهذا ما نؤكده، وهو ما نرجوه، وأقصد عملية التوقيف والحجز التي تعتبر في نظري مهمة جدا، وأيضا حجز السيارة لدى المرور، وهو لا يقل أهمية عن التوقيف، وإذا تكررت المخالفات تتم مصادرتها، هذا فيما يتعلق بالتفحيط. وإنه لأمر مؤسف أن تجد بعض الشباب يمارسون التفحيط مُعرِّضين أنفسهم وممتلكاتهم والآخرين للخطر، في الوقت الذي لا نزال نعوِّل عليهم الكثير من خدمة الأمة واكتساب العلوم النافعة والأعمال المفيدة لهم ولأسرهم ولمجتمعهم؛ فلا فخر برأيي في التفحيط سوى صراخ وتصفيق بعض المراهقين، ولا يعلم ذلك المفحِّط المسكين أنهم يضحكون عليه وعلى غبائه! ولا ننسَ الشر الكبير والخطر المميت وأقصد قطع الإشارات الذي أفتى بعض العلماء بحرمته. ولكن نرجو بإذن الله أن يحد المرور السري من كل تلك المخالفات المرورية، وأن نعتبر أنفسنا جميعا رجال أمن، ونبلغ عن كل مستهتر وطائش.