ماذا لو أحببتك بِهدوء؟! دون أن يُحدث حُبّكَ في داخلي أي جلبة، أو هزّة، ماذا لو رتبنا دواخلنا وطردنا كُل شعث يسكنها؟ وماذا لو علمنا الأيام كيف تنصفنا؟ ماذا لو منحناها فرصة أن تنصفنا هي الأخرى؟ وماذا لو علّمك الليل هذا شكل البرد الذي يقصف عظامي؟، وماذا لو تأخر الوقت قبل أن أُودعك وقبل أن تحمل حقيبة خالية من عطري ومنديلي وساعتي وخاتمي؟ ماذا لو رأيتني في ذات طائرة الرحيل خاصتك وكان المقعد الشاغر الوحيد قربك؟ ماذا لو لم ننته بهذهِ النهاية القاسية والشنيعة في آن معاً؟ وماذا لو علّمتني كيف أقف وكيف أشم الورود وكيف أنظر للسماء وكيف أعد النجوم بطريقتك ثم أُكرر العد؟! وماذا لو لم ترحل؟ لماذا عليّ أن أبتهل لصوت الدموع الذي يُحدث بداخلي ضجيجاً أسمعهُ وحدي كُلّما تذكرتك؟ ولماذا لا تُغادرني طيفاً كما غادرتني جسداً وروحاً؟ لماذا أحبّك وأنا في أشنع حالات كُرهي لك؟ لماذا أصرخ أكرهك ثم بصوت واهِن أقول أحبك وكأن الكلمتين تجتمعان معا (أكرحبك)؟ استبعد (كر) وخُذ البقيّة فهذا ما يخصك وما أشعر به حقيقة!