البدون هم مواطنون أغلبهم ولدوا في السعودية وهم من البدو الرّحل على امتداد الحدود الشمالية وهم أبناء قبائل عربية أصيلة ولكنهم تأخروا لظروف البادية من أخذ بطاقات ثبوتية تثبت انتماءهم وقد اعترفت بهم الدولة واعترفت بحقهم وأعطوا بطاقة تسمّى البطاقة السوداء في عام 1410هجري أي قبل 25 سنة وهذه البطاقة مكتوب عليها أبناء القبائل النازحة ويتم تجديدها كل 5 سنوات. حتى أتى الأمر السامي من الملك فهد رحمه الله في عام 1422 الذي يقضي بتجنيس كل من يحمل هذه البطاقة. وجُنس كثير منهم إلا أنه مازال عدد كبير منهم لم يُجنس وهم في ظروف صعبة وفي حالة مزرية وفي انتظار إعطائهم نفس الحق الذي أعطي لبني عمومتهم وإخوانهم. كما أن من المفارقات المحزنة أن تجد إخواناً أشقاء من البدون منهم من يحمل الجنسية ومنهم من لا يحملها. وقد نادت جمعية حقوق الإنسان كثيراً للالتفات لمعاناة هذه الفئة الغالية. في الحقيقة إن التقصير حاصل من اللجنة المركزية التي شُكلت لهذا الملف مع أن الأوامر السامية واضحة وصريحة بالتجنيس ولكن اللجنة أتت بحلول مؤقتة ومشوّهة وجزأت الحقوق. وكان وكيل الأحوال المدنية سابقاً اللواء عبدالرحمن الفدا قد صرح قبل سنتين بقرب وضع آلية وتنظيم جديد لمعالجة هذه القضية إلا أن هذا الأمر لم يتم وبقي الحال كما هو عليه. ينبغي تصحيح وضع البدون حاملي البطاقات السوداء وإنهاء هذه المعاناة التي تجاوزت 25 سنة من الحرمان لحق التعليم والعلاج والتنقل والتملك مع أنهم مواطنون أصليون. ولابد من وضع التنظيم الصحيح والعاجل لمعالجة هذا الملف وقفله بشكل نهائي. وأن لا يجعل موضوع التعريف بهؤلاء البدون تحت رحمة شيوخ القبائل أو ما يسمون بالمعرفين لأن بعضهم يأخذهم الطمع ويأخذون الأموال الباهظة على تقديم الشهادة والتعريف بانتماء المتقدم من البدون لقبيلتهم.