- لا مناص من الصراع والغضب بين كل زوجين حتى ولو كانا يُحبان بعضهما؛ ولكن الحياة برغم مصاعبها من الممكن أن تتحول إلى واحة خضراء من الألفة إن تذكرا دائماً أن حلوها ومرها يذهبان إلى غير رجعة، وبالتالي فلا سبب وجيه أن يأخذاها فوق رأسيهما؛ بل الأسلم أن يعيشاها بسهولة ويسر فنصيبهما منها مكتوب مهما صنعا، وإليكم أرقى أنواع الغاضبين في الجنوب «امخنقة» وجمل الجن.. - في حالة الغضب يصف الزوج أم العيال ب«امخنقة» وهي حيوان مفترس يخنق ضحيته حتى الموت ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ أما الزوجة فإن غضبت من زوجها وكثيراً ما تفعل فإنها تصف حيطتها المباركة بجمل الجن الذي يحيط بها إحاطة السوار بالمعصم، وجمل الجن هذا هو ثعبان كبير وضخم تقال عنه كثير من الأساطير في الجنوب حتى أصبح دلالة بينة على كل فاجعة. - هذه الصفات الطريفة التي يطلقها الأزواج الجنوبيون على بعضهم في بعض الأماكن؛ هي نتيجة حتمية لجمال الحياة ومدى إيغالها في عمق أساطير الأرض وحكاياتها البكر التي تحتاج لمن يكشف عنها النقاب، ولذلك يقول العارفون إنه من النادر جداً أن تجد جداً جنوبياً في الزمن القديم لا يداعب شقيقة الأيام والليالي بما لذ وطاب من الطرف والحكايات؛ برغم شظف العيش ومرارته. - «امخنقة» وجمل الجن سيبقيان الثنائي الأجمل في كل بيت جنوبي يرى أن الحياة بحلوها ومرها تمضي، وأنه لا بد كي تتصالح مع حياتك أن تكون ظريفاً مع أهل بيتك ومن تحبهم كي يُستطاب العيش ويرتاح البال، وراقب جدك وجدتك حينما تنساب الحكايات وكيف يديرانها ببراعة.. - على كل «امخنقة» معاصرة في هذا الصباح أن ترحم بعلها وأن تتركه مع أصحابه كي يشعر أنه لا يزال شاباً وأن رأسه لم يشتعل بعد بالشيب والأسئلة، وعلى كل جمل للجن أو للعفاريت أن لا يحاصر زوجته باستمرار كي لا يتحول بدعوة عابرة منها في ساعة غضب إلى جمل حقيقي للجن وحينها لا ينفع الندم.. - بعد أيام يستعد بعض السادة جمال الجن للذهاب إلى معرض الكتاب؛ بالله عليكم نسقوا مع «مخنقاتكم» وأرضوهن بشكل جيد من الآن كي لا تفسدوا علينا حلاوة الرحلة بعودة مفاجئة، أو اتصالات مستمرة تجعلنا نعيش في قلق مستمر!! جمعتكم مباركة.