قالت المعارضة الأوكرانية أمس إن 60 مدنياً لقوا حتفهم الخميس في اشتباكات جديدة في العاصمة الأوكرانية كييف مما قوض هدنة لم تدم سوى ساعات الليل أعلنها الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، وقال بيان للرئاسة إن عشرات من قوات الشرطة أيضا قُتِلُوا وجُرِحُوا، فيما قالت الشرطة إنها دافعت عن نفسها. وألقى ناشطون قنابل حارقة وحجارة انتزعوها من الأرصفة على قوات مكافحة الشغب وأخرجوها من ميدان الاستقلال ويبدو أنهم أمسكوا بعددٍ من الضباط، وردت الشرطة بإطلاق قنابل صوت. وأظهرت لقطات تليفزيونية محتجين مصابين يجري نقلهم بعيداً بمعرفة متطوعين والعديد من ضباط الشرطة يقتادهم متشددون من المعارضة يرتدون زي القتال. واندلعت الاشتباكات قبل وقت قصير من موعد لقاء ثلاثة وزراء خارجية أوروبيين مع الرئيس الأوكراني الذي تدعمه روسيا للضغط من أجل التوصل إلى تسوية مع معارضيه المؤيدين لأوروبا. وأحصى مصدر إعلامي من موقع الأحداث 21 جثة بملابس مدنية على الأرض ومغطاة بالبطاطين في ثلاثة أماكن من ميدان الاستقلال في كييف على بعد مئات الأمتار من الرئاسة، وارتفع بذلك عدد القتلى منذ يوم الثلاثاء الماضي إلى 43 قتيلاً على الأقل في الأحداث الأكثر دموية التي تشهدها أوكرانيا على مدى 22 عاماً بعد انتهاء الحقبة السوفيتية. بينما قالت وسائل إعلام محلية إن أكثر من ثلاثين محتجا قُتِلُوا في اشتباكات أمس الخميس. وحملت الرئاسة الأوكرانية المحتجين المسؤولية عن بدء أعمال العنف وقالت إنهم استعانوا بقناصة مما أدى إلى اشتباكات مع الشرطة. وقال بيان صدر عن مكتب الرئيس إن المحتجين «بدأوا بالهجوم، إنهم يعملون في مجموعات منظمة، يستخدمون الأسلحة النارية بما في ذلك بنادق القناصة، يطلقون الرصاص بهدف القتل». وأضاف البيان الذي نُشِرَ على موقع الرئاسة على الإنترنت «عدد القتلى والمصابين بين رجال الشرطة بالعشرات». وبعد التاسعة صباح أمس بتوقيت كييف (السابعة بتوقيت جرينتش) اندفع محتجون إلى المنطقة التي استعادتها الشرطة في معارك عنيفة يومي الثلاثاء والأربعاء، وعرض التليفزيون لقطات تبين ناشطين يرتدون ملابس القتال ويقتادون عبر ميدان الاستقلال عدداً من رجال الشرطة، وتبادل الجانبان الاتهام باستخدام الذخيرة الحية. واستدعت بريطانيا سفير أوكرانيا في لندن أمس بعد الاشتباكات التي قُتِلَ خلالها 21 مدنياً على الأقل، وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية «نستدعي السفير وندعوه إلى وقف العنف». ونقلت وكالة الإعلام الروسية أمس عن ديمتري بسكوف، المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين، قوله إن روسيا لن تلغي دفعة ثانية من المساعدات المالية لأوكرانيا، لكن الوضع يجب أن يعود إلى طبيعته أولاً. وكان الرئيس الروسي وعد بإقراض أوكرانيا، التي تعاني من عجز نقدي، 15 مليار دولار وخفض أسعار الغاز في خطة إنقاذ يُنظَر إليها على أنها مكافأة لقرار كييف في نوفمبر الماضي بإلغاء خطط صفقات سياسية وتجارية مع الاتحاد الأوروبي وتحسين العلاقات مع روسيا. وفيما بدا انتقاداً لأسلوب تعامل يانوكوفيتش مع الأزمة، نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن رئيس الوزراء، ديمتري ميدفيديف، قوله أمس إن موسكو لن يكون بوسعها التعاون مع أوكرانيا بشكل كامل إلا إذا كانت الزعامة في «شكل جيد». وتصاعدت الأزمة في أوكرانيا التي تعاني من الفساد ومشكلات اقتصادية حين قَبِلَ يانوكوفيتش تحت ضغط من الكرملين بخطة إنقاذ روسية قيمتها 15 مليار دولار بدلاً من اتفاق واسع النطاق مع الاتحاد الأوروبي.