تجددت الاشتباكات أمس بين آلاف المحتجين وقوات شرطة مكافحة الشغب في ساحة الاستقلال بالعاصمة الأوكرانية كييف، وذلك بعد ساعات فقط من بداية هدنة أعلنها قادة المعارضة والرئيس فيكتور يانوكوفيتش. وشاهد مراسلون محتجين وهم يرشقون رجال الشرطة بقنابل حارقة ومولوتوف، فيما ردت الشرطة بالغازات المسيلة للدموع. وقد امتلأ الميدان بالدخان الأسود المتصاعد من حرق إطارات السيارات. وأعلنت وزارة الداخلية أن 20 من رجال الشرطة أصيبوا في الاشتباكات، واتهمت المحتجين باستخدام الذخيرة الحية ضد رجال الشرطة. ومن المتوقع أن يتوجه الوزراء إلى العاصمة البلجيكية بروكسل في وقت لاحق، حيث يعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية أمس لاتخاذ قرار بشأن فرض عقوبات ضد كييف. وكان الرئيس الأوكراني يانوكوفيتش وقادة المعارضة، فيتالي كليتشكو وأرسيني ياسينيوك وأوليه تياهنيبوك اتفقوا في وقت متأخر أمس الأول على وقف إطلاق النار وأعلنوا أنهم سيبدأون مفاوضات لوقف إراقة الدماء واستقرار الأوضاع. وبدأت أحداث العنف الأسوأ منذ تفجر الأزمة، المستمرة منذ ثلاثة أشهر، وقالت وزارة الصحة في أوكرانيا إن عدد القتلى خلال اليومين الماضيين فقط كان 28 شخصا. ويعتقد أن المصابين وصلوا إلى حوالي ألف شخص. من ناحية أخرى، أفادت تقارير إخبارية بأنه جرى إخلاء مبنى البرلمان الأوكراني أمس، وصرح نائب رئيس البرلمان، فولوديمير ليتفين لوكالة "انترفاكس أوكرانيا" للأنباء بأن التعليمات صدرت لجميع العاملين بالمبنى بمغادرته على الفور. وأفادت وكالة "إيتار تاس" بأن المتظاهرين اقتحموا الطوق الأمني الذي وضعته الشرطة حول المبنى. وتوقع رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتس ألا يستقيل الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش في خضم الأزمة السياسة الحالية في بلاده. كما رأى شولتس في تصريح للقناة الثانية بالتليفزيون الألماني "تسي دي اف" أن "الناس الذين يطالبون الرئيس بالاستقالة لا يملكون الوسائل اللازمة لإجباره على ذلك". ورأى رئيس البرلمان الأوروبي أنه في حالة عدم نجاح ذلك في التوصل لحل للأزمة، ستكون هناك عقوبات أوروبية على أعضاء الحكومة الأوكرانية، تشمل تجميد حساباتهم البنكية وتقييد حرية حركتهم إلى دول الاتحاد الأوروبي. من جهته، أبدى الرئيس الامريكي باراك اوباما رد فعل حذرا على هدنة بين الحكومة الأوكرانية والمحتجين قائلا إنها "قد تصمد" لكن ينبغي لاوكرانيا في نهاية المطاف أن تتحرك نحو حكومة وحدة وانتخابات حرة ونزيهة. ومتحدثا في مؤتمر صحفي في ختام قمة امريكا الشمالية أدان اوباما العنف الذي أودى بحياة 26 شخصا في العاصمة الاوكرانية كييف وقال "آملي في هذه المرحلة ان هذه الهدنة قد تصمد لكن... في نهاية المطاف فان الحكومة مسؤولة عن ضمان ان ننتقل نحو شكل ما لحكومة وحدة -حتى لو كانت مؤقتة- بما يسمح لنا بأن نتحرك الى انتخابات نزيهة وحرة حتى يمكن التعبير عن إرادة الشعب الاوكراني بشكل صحيح بدون مثل هذه الفوضى التي رأيناها في الشوارع". ورد اوباما بالنفي عندما سئل عما إذا كانت أزمتا اوكرانيا وسوريا هما انعكاس لصعوبات بين الولاياتالمتحدةوروسيا. وقال:"نهجنا في الولاياتالمتحدة ليس أن ننظر إلى الأمر على أنه رقعة شطرنح للحرب الباردة نتنافس فيها مع روسيا".