الوفيات في تزايد مستمر.. عوائل بحرينية وكويتية وسعودية في حوادث مميتة.. مقيمون.. مواطنون من مناطق مختلفة يفقدون أرواحهم في طريق يكشف عن نفسه بنفسه من خلال حفره وتشققاته وتحويلاته الطارئة.. فضلاً عن مشاهد الحطام اليومي للمركبات العابرة.. إنه طريق أبو حدرية – الخفجي.. حيث تكثر فيه المطبات والحفر والتشققات، وما زاد الطين بلة ارتياد الشاحنات بأوزان ثقيلة أغلبها مخالف لسلامة الطريق.. وما يتضح أنه غير مهيأ كطريق دولي يبلغ طوله 295 كلم من الدمام، جزء مهم منه يبلغ طوله 160 كلم من أبو حدرية.. فما الذي تنتظره وزارة النقل بعد اعتماد 60 مليون ريال من ميزانية السنة الحالية لإصلاح الطريق وإعادة تأهيله.. هذا هو السؤال الكبير الذي واجهَنا به المواطنون الذين التقينا بهم.. تعالت أصوات مرتادي طريق الخفجي السريع، مُطالبة بإنهاء معضلة الطريق، مُبدية تضجرها من حالته، حيث يعاني من حُفَر وتشققات مخيفة، حوَّلت حالته إلى طريق «وعر»، وموحدين رؤيتهم بضرورة إنهاء المعاناة بوضع حلول جذرية للطريق من حيث صيانته وإعادة سفلتته وتسويته بشكل يتناسب مع اسمه ك «طريق سريع» يبلغ طوله بدءاً من الخفجي إلى مدينة الدمام حوالي 300 كيلومتر. ويعد طريق الخفجي السريع، أو كما هو معروف لدى أهالي الخفجي بطريق الخفجي – أبو حدرية، طريقاً دولياً يوصل إلى دولة الكويت، ويعتبر شرياناً رئيساً للمسافرين من وإلى محافظة الخفجي ومناطق الشرقية، وهو الطريق السريع الوحيد الموصل إلى أبو حدرية، ويبلغ طوله إلى منطقة أبو حدرية قرابة 160 كيلومتراً. ويعاني الطريق من حفر عريضة وتشققات واسعة وتصدعات مفجعة، ابتداءً من أبو حدرية باتجاه الخفجي، وتزداد خطورة الطريق قبل الوصول إلى الخفجي ب 80 كيلومتراً تقريباً، أي بمحاذاة هجرة السفانية. حيث تعد مسافة ال 80 كيلومتراً أشبه باختبار حقيقي لاجتياز مرحلة الهلاك والنجاة من فخاخ الموت وصولاً إلى محافظة الخفجي، وذلك لشدة خطورة و «وعورة» المسار الأيمن المتهالك جداً منذ وقت طويل، ناهيك عن الحوادث التي تقع عليه بين الفينة والأخرى، مُخلفة وراءها إصابات ووفيات طوال العام. ويقع على امتداد طريق أبو حدرية باتجاه الخفجي عدد من نقاط مراكز الجهات الأمنية ومراكز الهلال الأحمر، حيث يوجد في نقطة مركز أبو حدرية مركز لأمن الطرق ومركز للهلال الأحمر، كما يوجد في هجرة السفانية مركز للهلال الأحمر تم تدشينه قبل عام تقريباً ومركز لأمن الطرق ومركز للدفاع المدني تم تدشينهما مؤخراً، فيما يوجد في محافظة الخفجي الدفاع المدني والهلال الأحمر وأمن الطرق، إلا أن كل هذه المراكز مع أهميتها لم تقلل من حجم الحوادث التي تزداد يوماً بعد يوم. وفي البداية يسرد محمد الحربي معاناته مع الطريق، وهو من أهالي الخفجي وأحد موظفي شركة أرامكو السعودية في السفانية قائلاً: «أنطلق من الخفجي إلى السفانية ذاهباً إلى عملي في الصباح الباكر، وأعود في المساء، وأسلك طريق الخفجي السريع، وأنا أعلم بحالته السيئة وبالأخص في المسار الأيمن عند العودة إلى الخفجي، التي أشبهها بجروح لم تجد من يضمدها». ويضيف: «تضطر جميع المركبات للسير في المسار الأيسر تفادياً للحفر والتعرجات والتموجات التي توجد في الطريق منذ وقت طويل، ولعل مَن أحدثها كثرة الشاحنات التي ترتاد الطريق، إضافة إلى إهمال الطريق من قِبل وزارة النقل والمواصلات وعدم صيانته والاطلاع على حالته بشكل دوري». مؤكداً أن معاناته اليومية تستمر وتشكل هاجساً كبيراً له حتى يصل إلى بيته سالماً. فيما يقول عضو المجلس المحلي في الخفجي المهندس عبدالرحمن الزهراني: «من المعروف أن طريق الخفجي – أبو حدرية، يخدم جميع المسافرين ومرتادي الطريق من أطياف المجتمع، من دولة الكويتوالخفجي، مروراً بعدد من مناطق الشرقية مثل السفانية والنعيرية والجبيل والدمام، ومن الواجب على وزارة النقل والمواصلات النظر في حالة الطريق بأسرع وقت لتسويته وصيانته، لكي تقل خطورته ويصبح ممهداً للسير معه وتقل نسبة الحوادث والوفيات التي تحدث عليه، وحتى يظهر بشكل لائق ويعكس صورة جيدة أمام المسافرين من الدول الشقيقة الأخرى، لاسيما أنه طريق دولي وواجهة للمملكة، وبهذه الصورة التي يعيشها حالياً يعتبر تالفاً نتيجة كثافة المسافرين القادمين والمغادرين في فصل الصيف، وكثرة مرور الشاحنات الثقيلة عليه»، مناشداً وزارة النقل بضرورة التفاتها للطريق والإسراع في صيانته أو إعادة هيكلته من جديد ليتناسب مع التطورات التي تعيشها المملكة بشكل عام. ويستطرد عضو المجلس البلدي في الخفجي مدغش الشمري بقوله: «طريق الخفجي – أبو حدرية يخدم عديداً من المسافرين وبالأخص أهالي محافظة الخفجي، الذين يسلكونه بقصد الذهاب إلى مناطق الشرقية، إضافة إلى من يسلكونه بقصد الذهاب نحو المطار، نظراً لعدم وجود مطار في محافظة الخفجي، وهنا تتحول المعضلة إلى معضلتين، الأولى عندما يسلك المسافر 300 كيلومتر إلى مدينة الدمام من أجل المطار، بمعنى أنه يسافر بالسيارة من أجل السفر بالطائرة، أما المعضلة الثانية وهي خطورة الطريق عندما تسلكه السيارة ذهاباً إلى المطار، وسط تحدٍّ مخيف مع الحفر التي تعصف بالمركبة تارةً يميناً وتارةً يساراً». وطالب الشمري أيضاً بضرورة وضع سياج بين الطريقين وعلى جنبات الطريق لمنع التقاطع العشوائي ومنع الجمال والمواشي السائبة من العبور والتربص بالسيارات، إضافة إلى المطالبة بضرورة إنشاء جسور لمحافظة الخفجي على الطريق السريع أسوة بالمناطق القريبة الأخرى مثل السفانية وتناجيب، لتسهيل الحركة في واجهة المحافظة، وربطها مع الطريق السريع، والتقليل من التقاطعات العشوائية، والحد من نسبة الحوادث. ويطالب المواطن منصور العنزي بوضع سياج عند بوابة شبك الحرس الوطني على مدخل الخفجي وإغلاق البوابة للحد من كثرة الحوادث، ويناشد بضرورة وضع ميزان متنقل لضبط الشاحنات المخالفة بالحمولة الزائدة على الطريق، كذلك المطالبة بعمل إنتر لوك جزيرة على امتداد طريق المنفذ – طريق الكويت. وكان وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري قد وقَّع في يوم الأحد الموافق 14 /1 /1435ه عقود عدد من مشاريع الوزارة المعتمدة لهذا العام في مجال تنفيذ وإصلاح الطرق والأعمال الاستشارية، التي منها إصلاح وتوسعة طريق أبو حدرية – الخفجي إلى ثلاثة مسارات لكل اتجاه «من تقاطع رأس مشعاب باتجاه الخفجي» المرحلة الأولى بطول 40 كيلومتراً، بتكلفة 60.000.000 ريال. كما كانت الوزارة قد وقعت في وقت سابق مشروع عمل جسر على مدخل الخفجي أمام المعهد التقني للبترول، وحتى الآن لم يتم البدء بعمل جميع ما تم توقيعه. «الشرق» تواصلت مع مدير عام الإدارة العامة للطرق والنقل في المنطقة الشرقية المهندس عبدالله السليمان عن طريق إرسال بريد إلكتروني له يتضمن آراء المواطنين ومطالبهم بتاريخ 6 يناير 2014م، حيث أفاد أنه لم يصل شيء إلى البريد، ثم عاودت «الشرق» إرسال الرسالة بتاريخ 5 فبراير 2014م وحتى الآن لم يصل منه رد.