الخطوة، إنها الوحدة التي يقاس بها طريق أحلامنا، هي نحن عندما نقرر أن نكون أو نمضي قدماً حيثُ تشرق شمس الأمنيات ويعلو ضجيج الحلم فينا يستحثنا على تحقيقه، الخطوة اعتراف مني لنفسي بأني لم أعد طعاماً للحزن أو عتبة في طريق العابرين، إن الحلم يبدأ بإيماننا بأنه لا يوجد مستحيل، وكل ما نحلم به قابل للتحقيق، هو خطوة تربي فينا الهمم وتجتث جذور الخوف والتردد، هو الشمس التي تدفئ فينا الأمل لنخطو إلى غد أجمل ونقدم على الحلم ونحن واثقون بأن النجاح هو حليف من سعى. عندما تكون ثمار الأماني في أعلى الشجرة تتعدد طرق كل منا في الوصول إليها، بعضنا يكتفي بالتفكير فيها ويمضي، وبعضنا يستلقي ويحدق فيها منتظراً أن تسقط عليه، وآخر يجلس عسى أن تكون في متناول يده، والثاني يقف على قدميه ليقطفها، وآخر يضع كرسياً ويسخِّر كل ما يملك من طاقة لتكون أحلامه واقعاً يعيشه، ولكننا أحياناً نبالغ في السعي بحيث يصبح صوت الضجيج عالياً كالغضب يمنعنا من سماع أنفسنا، ويضيِّع الفرص من حولنا، يقول دانيل جوليت وقد أصيب بشلل رباعي في حادث (كنت بالخارج فوق الحشائش أمام المنزل، لم يكن هناك أحد آخر لسوء الحظ، علق إطار المقعد في حفرة سنجاب، أدرت محرك المقعد حتى أدفعه للأمام والخلف، ولكن شيئاً لم يحدث، لم يتحرك المقعد من الحفرة، حدث ذلك في منتصف اليوم، حيث لم يكن حولي أحد من الجيران، ولم تكن هناك ممرضة لتعتني بي، لهذا عندما صرخت لطلب المساعدة لم يأتِ أحد، رفعت صوتي أكثر، ثم رفعت بقدر ما أستطيع، ولكن أحداً لم يأتِ، فبدأت أضرب يدي على يد المقعد من فرط الغضب. كنت أضرب بقوة حتى نزفت يدي، وعندما رأيت ذلك صحت مرة أخرى، ولكن بصوت أضعف، وعندئذ بدأت البكاء من عجزي بعد أن بقيت لفترة، استسلمت، لم أعد أصيح ولم أضرب المقعد، وتوقفت عن محاولة تحريكه، فقط بقيت في مكاني، عندئذ -فقط عندئذ- سمعت صوت العصافير تغرد، بالطبع كانت تغني منذ البداية). وهذه أبيات من قصيدة له: اقتربوا من الحافه! لا، لا نستطيع نحن خائفون اقتربوا من الحافه! لا، لا نستطيع نخاف السقوط اقتربوا من الحافه! واقتربوا ودفعهم من فوقها فطاروا!