كشف الإعلان عن تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم ضمن دولة اتحادية عن رفض بعض القوى السياسية اليمنية، ورفض الحوثيون هذا التقسيم بحجة أنه يقسم اليمن إلى «أغنياء وفقراء». كما رفض الحراك الجنوبي التقسيم الذي أعلنه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الإثنين. وأكد أستاذ جامعة صنعاء والمحلل السياسي اليمني الدكتور عادل شجاع الدين ل «الشرق» أن الحوثيين مع التقسيم، ولكن يريدون أن تكون حصتهم أكبر لأنهم يدركون أنهم أقوياء على أرض الواقع والحقيقة أنهم ليسوا أقوياء وإنما الظروف خدمتهم. وقال: «من المتوقع أن يعاد تقسيم الأقاليم فأبناء صعدة لن يتوافقوا». وأعاد شجاع الدين، جمال بن عمر إلى الواجهة، حين قال إنه قاد مؤتمر الحوار الوطني اليمني إلى تقسيم اليمن إلى أقاليم دون أن تكون هناك دراسة علمية لمدى إمكانية أن تتحول اليمن من دولة بسيطة إلى دولة مركبة، وهو كان ينفذ أجندة خارجية، وقال: إن جمال بن عمر أوعز للرئيس ابن هادي بأنه لا بد أن يعلن عن التقسيم قبل أن يتخذ مجلس الأمن قراراً بتشكيل هذه اللجنة، لذلك الرئيس هادي أعلن الإثنين التقسيم دون وجود دراسة علمية لا في المجال السياسي ولا الاقتصادي ولا الديموغرافي. وأضاف: على أرض الواقع هناك مشكلات حتى هذه اللحظة وعلى سبيل المثال: محافظة ذمار لم يتم قبولها ضمن إقليم سبأ، وهي راغبة أن تكون ضمن إقليم صنعاء فوعدهم الرئيس هادي أن تكون محافظتهم تتبع المركز مباشرة. وهذه إحدى الإشكاليات التي تشجع بقية المحافظات للذهاب نحو ذمار. واعتبر شجاع الدين: أن التقسيم وضع بشكل ارتجالي وبدون ومعايير وتم على أساس التقارب الجغرافي، مضيفاً أن كل إقليم يحمل في داخله كثيراً من المشكلات الطائفية والقبلية والسياسية والاقتصادية، فمثلاً إقليم الجند الذي يمثل إب وتعز ليست فيه قبائل حتى تكون هناك خلافات من هذا النوع، لكن هناك خلاف بينهما فمنطقة إب ترفض الذهاب مع تعز على اعتبار أن تعز فيها كثافة سكانية، وفيها عدد كبير من الإداريين الموجودين في مؤسسات الدولة، وبالتالي سيستحوذون على مقاليد الأمور. أما فيما يتعلق بإقليم صنعاء وعمران والجوف وصعدة، فأوضح شجاع أن الإقليم يعاني من صراع طائفي، ومن المفترض أن يكون هناك فصل ما بين طائفة الحوثيين وطائفة السلفيين الإصلاحيين، لكن تم رميهما في سلة واحدة لإدامة الصراع. واعتبر أن التقسيم جاء لإدامة الصراع وليس لحل المشكلة اليمنية. وأفاد بأن تطبيق هذه التقسيمات على أرض الواقع مستحيلاً، وقارن بين تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة، التي كانت في الأساس منقسمة إلى دويلات بينما اليمن دولة موحدة تتجزأ. وتساءل: كيف توحد دولة موحدة في الأساس؟. وأوضح شجاع أن القيادي الجنوبي محمد علي أحمد، الذي انسحب من مؤتمر الحوار دخل ضمن صفقة سياسية ومالية وعندما فهم اللعبة بدأ يرفع سقف مطالبه فتخلى عنه ابن عمر، وأضاف أن هناك صراعاً في المحافظات الجنوبية الشرقية ما بين القوى التي تصارعت 1986، والتي انقسمت فيما بينها ولا يزال وأصبح بينهما ثأر لايزال قائماً حتى هذه اللحظة، وإذا لم توجد دولة مركزية تحافظ على هذا النسيج فإن الثأر سوف ينشئ صراعاً جديداً، وسيتمزق اليمن ليس إلى ستة أقاليم وربما إلى أكثر من ذلك، وستكون هناك جماعات وأمراء حرب سيتوالدون خلال المرحلة المقبلة.