أوضحت أستاذة النقد والأدب في جامعة الطائف، الدكتورة هويدا صالح، أن المبدع السعودي يتخذ عدداً من طرق التحايل للتخلص من الرقيب المجتمعي منها اللجوء إلى الأسطورة والرمز والحلم. جاء ذلك خلال محاضرة قدمتها مساء أمس الأول في نادي الأحساء الأدبي، بعنوان «الرواية السعودية.. بين الواقع والمتخيل»، أدارتها الشاعرة والروائية تهاني الصبيح. وأرجعت صالح اهتمام النقاد من خارج المملكة بالرواية السعودية إلى عدة أسباب، من أهمها أنها تتحدث عن المجتمع المغلق بالنسبة لكثير ممن هم خارج المملكة، وكذلك لأن السرد السعودي يطرح سؤالاً عن الثقافة والهوية ويكشف مدى الوعي الجمعي الثقافي السعودي. وكانت صالح قد تحدثت في بداية المحاضرة عن التحولات التي مرت بها الرواية السعودية، سواءً على مستوى البناء الفني أو المواضيع، مع سياقات التحولات الكبرى التي مرت على المنطقة بصفة عامة والمجتمع السعودي بصفة خاصة. ثم تحدثت عن الطفرة النوعية التي شهدتها الرواية السعودية في السنوات الأخيرة، مع الجدل والنقاش الذي دار حول هذه الطفرة بين مؤيد ومعارض، من حيث كم الرواية ونوعها وجودتها. وتطرقت المحاضرة إلى فترة التسعينيات وعن رواياتها، التي أوضحت أنها شكَّلت النقلة الحقيقية للرواية السعودية، وذلك على أيدي غازي القصيبي وتركي الحمد ورجاء عالم وعبدالعزيز الصقعبي، وغيرهم. ثم عرجت في حديثها على اتجاهات الرواية التقليدية والتجديدية والتجريبية. وفي الفترة المخصصة للمداخلات، علق عدد من الحضور على ما قدمته صالح خلال المحاضرة، وطرحوا أسئلة دارت بعض منها حول مسؤولية الروائي تجاه المعدمين والمهمَّشين، وظلم بعض النقاد العرب للأديب السعودي باعتباره غير مبدع، واتهامه بأنه استحوذ على إبداع غيره، وجائزة «البوكر»، وعن كتابة الروائي: هل يكتب نفسه أم مجتمعه؟. وفي معرض إجاباتها عن أسئلة المعلقين، أجابت المحاضرة باقتضاب نظراً لضيق الوقت، وذكرت أن الروائي لابد أن يكتب مجتمعه، وأن من كتب عن الآخر فهو كتب لأنه يعيش حياة ذاك الآخر في مجتمعاتهم. وقالت إن الرواية السعودية قادمة، فالمجتمع السعودي ثري بتنوعه وتباينه واختلافاته. كما انتقدت جائزة «البوكر»، مشيرة إلى أن النسخة العربية منها تبحث عن الأسماء اللامعة إعلامياً.