قال الباحث في تراث الأحساء، أحمد البقشي، إن تدوين التراث المعتمد على ذاكرة كبار السن، مرهق ويحتاج إلى وقت، لأخذ شيء من ذاكرة الأجداد الذين عاشوا حقباً زمنية سابقة. وأوضح البقشي، خلال استضافته في أمسية أقامها منتدى بوخمسين في المبرز مساء الأربعاء الماضي وأدارها الباحث سعيد الوايل، أن عامل السن له دور في تذكر أحداث ونسيان بعضها، إلا أنه شدد على أن المشافهة هي المصدر الوحيد للحصول على المعلومة؛ لأن الاهتمام بكتابة التراث لم يكن موجوداً في تلك الفترة الزمنية. وتطرق البقشي إلى تجربته في تأليف كتابه «من الذاكرة الأحسائية في القرن العشرين»، وكيف استهلكت منه هذه التجربة وقتاً طويلاً وصبراً في تحمل الزيارات ومزاجية الرواة المتقلبة، مستعرضاً توثيقه لصدى الحرب العالمية الثانية في الأحساء، في وقت لم يكن فيه إعلام. كما روى قصصاً لتأثيرها في ميناء العقير، الذي كان يعج بالسفن، وفي أثناء الحرب تأثر كثيراً، وكسدت فيه أشياء كثيرة. وقال إنه تعرض إلى لوم بعض الأصدقاء فيما يتعلق بذكر الأشخاص؛ حيث يظن بعضهم أنه أغفل اسماً ما تعمداً، مشيراً إلى أن الكثيرين يمتلكون وثائق وصوراً، ولكنهم لا يخرجونها، ويفوتون على الباحث فرصة تدوين تلك الثقافة. وبيّن أنه واجه مشكلة تتمثل في السباق مع الزمن ومع الموت، الذي يختطف أكثر من ذاكرة في واحة التراث.