المستهلك لدينا أياً كان نوع المادة التي يستهلكها، تعوّد المسكين على أن يخرج من دوامة ويصطدم بأخرى، وينجو من حفرة ويقع في الثانية، والسبب أن المسؤولين عن حماية صحته وسلامته بعد الله يكتفون بالكلام المستهلك وزيادة الثرثرة والخروج للإعلام، ولا يفعلون شيئاً، آخر الاستخفاف بعقولنا وحياتنا أن لدينا أسواقاً تعج بمياه معبأة تحوي نسباً عالية من مادة «البرومات» المسرطنة، قبل أيام رصدت الشرق تحذيرات من هيئة الغذاء والدواء بتجنب شرب مياه 14 مصنعاً عاملاً في المملكة، والتخلص من أي كميات من المياه تتوفر لدى المستهلك. الأمر خطير ومخيف ويثير القلق وعلامات استفهام كبيرة، وواضح وضوح الشمس أن حياة الناس أصبحت رخيصة إلى هذه الدرجة، كيف للمستهلك كما تطالب الهيئة أن يتخلّص من هذه المياه دون كشف أسماء هذه المصانع وإيقاف إنتاجها فوراً؟ غريب هذا الذي يحدث من حولنا!! تنامي ظاهرة استخدام مادة مسرطنة في مياه الشرب المتعلقة بصحة الناس وسلامتهم، وهيئة غذائنا ودوائنا الموقرة مكبلة اليدين لا تستطيع فعل شيء للحفاظ على صحة البشر، أين أنظمة وتشريعات الهيئة لمعالجة كثير من الأمور الصعبة التي تواجهها؟ وما فائدة الهيئة إذا كانت لا تستطيع حماية الناس من خطر الأمراض، وإيقاف هذه المصانع وخلو مياهنا من التلوث الذي تخطى المعايير المقبولة، ربما فجأة نكتشف وهذا غير مستبعد أن كلاً منا صار أسيراً لأمراض خطيرة أعاذنا الله وإياكم منها، نتساءل والسرطان مرض خطير، ترى هل نحن في حاجة إلى حدوث كارثة لكي نحاسب مصانع تروّج لنا المرض، الجميع أبدى قلقاً وتخوفاً مما يثار، ونحن لا نستطيع فعل شيء، لابد أن نكون جادين في وضع خطة شاملة وعلمية لضمان تأمين مراقبة دائمة وفاعلة لنوعية المياه التي جعل الله منها كلَّ شيء حي.. والله من وراء القصد.