حال فريق أُحد الكروي لا يرضي عدواً ولا صديقاً، فالفريق في تدهور ملحوظ، وهو ينافس على الهروب من الانحدار إلى الدرجة الثانية، التي لا تليق بمكانة فريق مثله. أحد ذلك النادي الذي صدَّر عديداً من المواهب الكروية، الذي ذاع صيتها على مستوى المملكة، وعلى سبيل المثال لا الحصر: حمزة إدريس، عبدالشكور، والعمدة، وغيرهم كثير، نجده الآن يعاني الأمرين ولم يستطع تحقيق ما يرضي عشاقه من الجمهور المخلص للون الأصفر والبني في المدينةالمنورة. سنوات الضياع عادت من جديد لهذا الفريق، الذي يحتاج ربما لإدارة واعية ومؤهلة لكي تقود فريقاً بحجمه وعراقته، فالفريق وحسب مشاهدتي بعض مبارياته لا ينقصه المواهب، بل ينقصه من يوجه تلك المواهب على الطريق الصحيح. قبل أن يبدأ دوري الدرجة الأولى، سمعنا تصريحات لمسؤولين في النادي مفادها أن البقاء في دوري الدرجة الأولى ليس هو الطموح، بل الطموح هو الصعود إلى دوري جميل، ويا ليتهم لم يخرجوا بتلك التصريحات التي حملت اللاعبين فوق طاقتهم وقدرتهم، وأصبحوا يلعبون تحت ضغط نفسي تسببت به الإدارة وهي لا تعلم بذلك. ومن أسباب تدهور الفريق أيضاً عدم وقوف رجال الأعمال في المدينةالمنورة مع النادي ودعمه مالياً، على الرغم من وجود شركات ومؤسسات عملاقة، غير الفنادق وشركات السياحة، التي تكسب بالملايين، ولكن أين من يدعم؟ وإن دعم بعضهم يكون الدعم شحيحاً لا يذكر. وفي المقابل، نادي الأنصار ليس بأفضل حال من أحد، ف«البرتقالي» يعاني من جميع النواحي، بعد استقالة عقله المفكر «نيازي»، الذي خلّف تركه رئاسة النادي فراغاً إدارياً ومالياً فيه، ما جعله يقبع مع فرق المؤخرة في الدوري، فبعد أن كان الحصان الأسود للدرجة الممتازة، ها هو يجاهد ويكافح، للبقاء في مصاف أندية الدرجة الثانية، كما هو حال نظيره نادي أحد. غياب «نيازي» أوجد فجوة من الصعب على الإدارة الحالية أن تسدها. هل ترضي مستويات ناديي أحد والأنصار في دوري الدرجة الأولى عشاقهما؟ وهل فعلت إدارة الناديين ما يرضي طموحات وعشاق جماهيرها؟ الجواب واحد، لا و ألف لا! لم يعملوا، وإن عملوا فإنهم يعملون دون تخطيط، ولا ترتيب، ولا خبرة، فها هم يصرحون في بداية الدوري، إنهم ذاهبون لدوري جميل، وفي آخر الدوري يحلمون بالبقاء في دوري الدرجة الثانية. سيناريو يتكرر باستمرار، فهل لهذا السيناريو أن ينتهي، وتنتهي معه مغامرات أبطاله، أم إنه مجرد بداية والنهاية لم تكتب بعد من مؤلف تلك القصة التي سببت غصة في فرح جماهير الرياضة في المدينةالمنورة.