تدلف بيتك «معنى تدلف: تدخل، استخدمتها تشبهاً ببعض الكتّاب الذين ملأوا مقالاتهم بزخرف القول وخلت من المعاني والأفكار» تقابلك زوجتك وقد وضعت في ذهنها سقفاً عالياً من الرومانسية تتوقعه منك أيها الصحراوي الجاف، لكن ما الذي يحصل؟ بحركة سريعة تتخلص من ثوبك وتبقى بسروالك وفانيلتك، هنا المُخرج يضطر إلى أن يُنهي الفيلم فيقوم بتعتيم الصورة وإنهاء المشهد. لا أنكر أننا معشر «الشنبات» نحتاج إلى قدر من الرومانسية، لكن ما يُطلب منا مُبالغ فيه، النساء يشاهدن المسلسلات التركية والكورية واليابانية ويردن أن تجتمع تلك الرومانسيات في شخصنا الكريم!! هذا كثير ومحال!! ولو حصل هذا الأمر فإننا سنتحول إلى مخلوقات هلامية متراقصة تفطر على تراجيدية روميو وجوليوت وتتغدى بدراما مهند ونور، والعشاء على أنغام التايتنك.. ونظراً لهذا الكم والزخم اللامتناهي من الرومانسية المقدمة من إعلامنا، فأظن أن العامل الشرق آسيوي الذي يعمل في «البقالة» سيطلب منك الريالين ملفوفين بشريط أحمر معطر. لنكن واقعيين قليلاً، ألا تشاهدون النشرات الخاصة بنقل أخبار أولئك الفنانين والفنانات؟ إن أغلب حالات الطلاق والانفصال تقع لأولئك المتشدقين والمرتدين حلة الرومانسية المزيفة، هل يوجد أكثر من المغني رومانسية؟ ومع ذلك فقد شهدنا حالة انفصال مشهورة لمغنية مع خطيبها «في فترة الخطوبة».. ماذا يعني هذا؟ الذي يعنيه أن هذه المغنية والفنانة كانت تمارس نوعاً من الرومانسية المدفوعة الأجر ولكنها مع الأسف غير منتهية بالتمليك، ذلك الفنان صاحب النظرات الحنونة التي أسرت فتياتنا، تلك النظرات لا يتقنها الفنان إلا من خلف الكاميرات ومع إعطاء المُخرج له علامة «ستاند باي… أكشن». فرق كرة القدم والأندية لو أرادت أن تفوز وتحرز البطولات يستحيل عليها أن تلعب بخطة الضم وتوزيع القبلات. أخيراً، لو تماشينا مع هذا الإعلام الرومانتيكي فسيأتي يوم تنتج فيه الشركات المصنعة للمبيدات الحشرية منتجاً ستدعوه ب«المبيد الرومانسي»، وستلحس ما تبقَّى من عقولنا وتروِّج لبضاعتها بقولها: الآن.. بالحب سنتعايش بسلام مع أكثر أنواع الحشرات قرفاً ورعباً، مع مبيد الحب.. كلنا نعيش مع بعض.. وليخسأ الأعداء والحاقدون.