استغرب ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، من إعلان كتلة «متحدون»، بزعامة رئيس البرلمان أسامة النجيفي، عن «خارطة طريق» لحل «مشكلة» الأنبار، فيما اتهمت النائبة لقاء وردي عن الكتلة العربية برئاسة صالح المطلك، زعيم كتلة «متحدون» بأنه يعمل على إنشاء الإقليم السنّي، واعتبرت أن «لقاء النجيفي ونجل زعيم الحزب الإسلامي العراقي أسامة التكريتي في واشنطن جاء نتيجة لوجود هدف مشترك بين الطرفين وهو المطالبة بإنشاء إقليم سنّي». وقال الناطق باسم تكتل «متحدون» النائب السابق ظافر العاني، إن «(متحدون) أعدت خارطة طريق لحل المشكلة في الأنبار تتلخص في إيقاف القصف الجوي والمدفعي على المدن، وانسحاب الجيش منها بعيداً عن التماس مع المدنيين ليمارس مهامه في الدفاع عن الحدود وملاحقة الإرهابيين خارج المدن»، مشيراً في مؤتمر صحفي إلى أن «المبادرة تتضمن إعادة الحكومة المحلية في الفلوجة وتمكين قوات الشرطة من حفظ أمنها بالتعاون مع العشائر». وأضاف العاني أن «المبادرة تدعو أيضاً لإيقاف التعقيبات القانونية لأهالي الأنبار ممن رفعوا السلاح دفاعاً عن أنفسهم، وفتح باب التطوع لأبناء العشائر بما لا يقل عن 20 ألف شخص كجزء من المنظومة الأمنية، وتعويض المتضررين من العمليات العسكرية، وإطلاق حملة لإغاثة السكان النازحين وتمكينهم من العودة لديارهم». مبيناً أن هذه المبادرة تدعو، من بين أمور أخرى، لوقف قصف المدن وسحب الجيش منها وتفعيل دور العشائر وزجها في القوات الأمنية كونها أثبتت من قبل قدرتها على «تطهير» المحافظة من تنظيم القاعدة، وكشفت عن اتصالها مع الأطراف السياسية ذات «المشروعية» بهذا الشأن. في المقابل، استغرب القيادي في ائتلاف دولة القانون النائب ياسين مجيد، من مطالبات بعض الكتل السياسية بحل أزمة الأنبار بالطرق السياسية، وقال في مؤتمر صحفي عقده في مبنى البرلمان أمس، إن «المطالبة بالحوار مع المجاميع الإرهابية وداعش من قِبل أعضاء ائتلاف (متحدون) أمر غريب، ولا نعرف ما هي الآلية أو الأسلوب الذي يتم من خلاله التفاهم والتعامل مع مجموعات مسلحة لا تؤمن بالعملية السياسية أو الحوار، وأسلوبها الوحيد في التعامل هو القتل والذبح والتفجير». بدورها، اتهمت النائبة لقاء وردي، كتلة النجيفي بالعمل على إنشاء الإقليم السني، ونوهت لقاء وردي في تصريحات للصحفيين في قصر المؤتمرات أمس، إلى أن هناك أحزاباً وجهات معروفة تطالب بالأقاليم وتقسيم العراق، منها كتلة النجيفي والحزب الإسلامي، فهما يريدان إعلان إقليم الأنبار، مبينة أن «الهدف الذي يلتقي عنده الحزب الإسلامي ورئيس كتلة (متحدون) أسامة النجيفي هو إنشاء الإقليم الغربي». وأشارت إلى أن مشروع الأقاليم هو مشروع أمريكي معروف، والعمل جارٍ الآن من قِبلها بمعونة المؤيدين للأقاليم لشحن الشارع العراقي وجعله هو من يطالب بالإقليم». وأوضحت وردي «موضوع وجود داعش وغيره في الأنبار ما هو إلا ذريعة تتخذها أمريكا وبعض مسانديها لدفع أهالي المحافظة للمطالبة بالإقليم». منوهة إلى أن حقن الشارع وإثارته وتقديم دماء بريئة في الأنبار من أجل دفع المواطن للمطالبة بالإقليم أمر مرفوض وغير شرعي.