كثفت طائرات الأسد أمس قصفها على محيط دمشق وأحياء سكنية في مدينة حلب في اليوم السادس لمفاوضات جنيف بين وفدَي المعارضة السورية والنظام، وأعلن وفدا النظام والمعارضة السوريين أمس حصول «تقدم» وتوافر أجواء «إيجابية» في مفاوضات جنيف2-، مع شروعهما في البحث في اتفاق جنيف1-، وإن بقي كل طرف على موقفه لناحية أولوية البحث. وعقد الوفدان جلسة مشتركة قبيل ظهر أمس بإشراف الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي في مقر الأممالمتحدة. ومن المقرر أن تعقد بعد الظهر لقاءات لكل من الطرفين مع الإبراهيمي. وإثر الجلسة المشتركة، قال عضو الوفد المعارض لؤي صافي للصحافيين «حصل تقدم إيجابي اليوم لأننا للمرة الأولى نتحدث في هيئة الحكم الانتقالي». وأوضح أن «النظام حاول تجنب الحديث عن الهيئة وفضلوا التركيز على قضايا الإرهاب»، إلا أن الوفد المعارض شدد على أنه «ضمن التسلسل الزمني والجدول الذي تم إعداده للمفاوضات، هذه الهيئة مهمتها البحث في كل القضايا بما فيها العنف والإرهاب». ورأى أن وفد النظام يبدو «أكثر استعداداً للبحث في هذه المسألة، ولو أنهم يحاولون إبقاءها في أسفل النقاش»، مشيراً إلى أن وفد المعارضة وضع نقاطاً عدة للبحث في الأيام المقبلة، تشمل حجم الهيئة وأعضاءها ومهامها. وأشار إلى أن الإبراهيمي «وضع النقاط وقال إنها نقاط جيدة للبحث». من جهتها، قالت المستشارة السياسية للرئيس السوري بثينة شعبان، إن «المحادثات كانت إيجابية اليوم، لأننا تحدثنا عن الإرهاب». وأضافت «الفارق الوحيد بيننا وبينهم، وهو فارق كبير في الواقع، هو أننا نريد أن نناقش جنيف-1 فقرة فقرة، ابتداء من الفقرة الأولى، أما هم فيريدون أن يقفزوا إلى الفقرة التي تتحدث عن الحكومة الانتقالية». وتعتبر المعارضة أن نقل الصلاحيات يعني تنحي الرئيس بشار الأسد، وهو ما يرفض النظام التطرق إليه، لاعتباره أن مصير الرئيس يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع. كما يشكك في تمثيلية المعارضة. كما ينص الاتفاق الذي وضعته الدول الخمس الكبرى وألمانيا والجامعة العربية، على وقف العمليات العسكرية وإدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق المعتقلين والحفاظ على مؤسسات الدولة. وقال مصدر مطلع في وفد المعارضة إن اجتماعات مكثفة تجري على هامش المفاوضات في الفندقين اللذين يتوزع عليهما الوفد، بين أعضائه وديبلوماسيين أمريكيين وسفراء من مجموعة أصدقاء سوريا الأحد عشر. وقال في وقت سابق أمس «يفترض أن يكون النظام قدَّم اليوم تصوُّره أو مشروع عمل»، بعد أن قدم وفد المعارضة تصوره أمس «وكان بعنوان: الطريق إلى الحرية». وأوضح أن الورقة تتضمن عناوين عدة أبرزها «إعداد إعلان دستوري يكون بديلاً للدستور الحالي، وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي، وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وبناء المؤسسات الديمقراطية». ميدانياً، قال المكتب الإعلامي لمدينة داريّا إن الطائرات المروحية أسقطت 22 برميلاً متفجراً على مدينة داريا جنوب العاصمة، وذكرت تنسيقية دمشق الكبرى أن عديداً من الأبنية السكنية أحيلت إلى دمار، وأشارت التنسيقية إلى أن الطيران الحربي قصف أحياء سكنية في المنطقة الفاصلة بين كفر بطنا وحمورية في الغوطة الشرقية، ما أدى إلى سقوط جرحى. وقال المكتب الإعلامي في الغوطة الشرقية بمنطقة المرج، إن اشتباكات عنيفة دارت أمس بين قوات الجيش الحر وقوات الأسد ومليشيات حزب الله قرب بلدتي القاسمية والبلالية، في محاولة لاقتحام المنطقة، وأضاف المكتب أن المنطقة تعرَّضت لقصف عنيف بالمدفعية وراجمات الصواريخ وقذائف الدبابات منذ الصباح الباكر ليوم أمس، في محاولة لقوات الأسد للتقدم واقتحام المنطقة، وأكد المكتب ل»الشرق»، أن الاشتباكات مستمرة، وأن قوات الجيش الحر تتصدى لهذه المحاولات. وفي مخيم اليرموك ارتفعت أمس حصيلة شهداء الجوع إلى 86 شهيداً بعد وفاة كلٍّ من عبد محفوظ الناجي وعزت الطبّاع بسبب الجوع. وفي حلب قصف الطيران الحربي والمروحي عدة أحياء في المدينة موقعاً مزيداً من الضحايا والدمار، وقال مركز حلب الإعلامي إن برميلين سقطا على حي الميسر، كما استهدف الطيران المروحي أحياء المواصلات وطريق الباب وحي المعادي بالبراميل المتفجرة، وأفاد المكتب بأن دماراً كبيراً خلفته هذه البراميل وخاصة في حي المعادي، وهناك كثير من العائلات تحت الأنقاض.