ذكرت مصادر المعارضة السورية من جنيف أن الوسيط الدولي – العربي، الأخضرالإبراهيمي، ألغى الجلسة المسائية من المباحثات أمس الثلاثاء لإعطاء كبير المفاوضين عن النظام، بشار الجعفري، فرصة للتدبر فيما يتعلق بمحادثات «جنيف1-». وأضافت المصادر ل «الشرق» أن وفد النظام يبدي مقاومة شديدة لانتقال المفاوضات إلى مسألة الحكومة الانتقالية. وقال عضو المكتب الإعلامي في المجلس الوطني السوري، أحمد كامل، ل «الشرق»: إن حصيلة أربعة أيام من التفاوض هي صفر حتى الآن، مؤكداً أن الجلسة المسائية أمس، ألغيت بعد أن وصل الوفدان إلى طريق مسدود. وأوضح كامل أن وفد النظام طلب من المعارضة التوقيع على ورقة تدين الولاياتالمتحدة لممارستها الإرهاب عبر دعم «الجماعات الإرهابية» في سوريا، ما دفع الإبراهيمي إلى القول إننا موجودون هنا للتفاوض وليس لإدانة أحد. وحول الوضع الإنساني، خاصةً إمكانية السماح بدخول مساعدات إغاثية إلى مدينة حمص المحاصرة، أفاد كامل بأن النظام اشترط لخروج النساء والأطفال من المدينة المحاصرة تفتيشهم والتدقيق في أسمائهم خشية أن يكونوا إرهابيين، وأشار كامل إلى أن النظام رفض دخول المساعدات الإغاثية إلى المدينة لأنه لا يريد إطعام «الإرهابيين» في نظره وتقديم العون لهم، ويجب أن يتأكد أن المساعدات لا تصل إلى الإرهابيين. وأضاف كامل أن وفد المعارضة قدم أمس رؤية لتنفيذ مقررات جنيف-1 إلا أنه لم تحدث مفاوضات ولا نقاشات بين الطرفين حول الورقة المقدمة من المعارضة. وحول ما إذا كان هناك مسار مفاوضات موازٍ لجنيف برعاية روسية- أمريكية- إيرانية كما تناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، ذكر كامل أن لا وجود لمسار مفاوضات سري، وأشار إلى وجود وفود دولية مشاركة في المؤتمر تتدخل لدى وفدي المعارضة والسلطة ليس أكثر. ميدانياً، استمر طيران بشار الأسد في قصف السكان المدنيين في حلب في تصعيدٍ هو الأعنف منذ بدء مؤتمر جنيف، بحسب ما ذكر ناشطون. وقصفت طائرات النظام الحربية والمروحية عدة أحياء في مدينة حلب منذ الصباح الباكر ليوم أمس. وقال مركز حلب الإعلامي إن أكثر من عشرين شهيداً سقطوا أمس بقصف طيران النظام على أحياء كرم الطحان والجزماتي والقاطرجي وضهرة عواد والمواصلات، وأكد المركز أن أكثر من خمسة براميل متفجّرة سقطت في مواقع متفرقة من الأحياء الشرقية للمدينة. وسقط برميل متفجر في حي كرم الطحان أسفر عن وقوع 15 شهيداً بينهم أطفال وجُرِحَ العشرات، فيما تضررت جميع الأبنية في منطقة سكنية قرب مدرسة «عبدالقادر أسود» في الحي. وأضاف المركز أن خمسة أشخاص بينهم امرأة وطفل استشهدوا في حي الجزماتي جراء سقوط برميل متفجر على المنطقة، فيما أنقذ رجال الدفاع المدني ثلاثة أشخاص من تحت الأنقاض. وقال المركز الإعلامي إن أحياء حلب الشرقية تعرضت لقصف مكثف منذ صباح أمس بالطيران المروحي والحربي، وتركز القصف على حيّ الميسر ما أوقع ستة شهداء وعديد من الجرحى إثر سقوط برميل متفجر على سوق الخضرة في الحي، الذي يشهد حالات نزوح واسعة منذ عدّة أيام، كما تعرض المجلس المحلي لمدينة حلب في حي المواصلات لقصف جوي أوقع شهيدين دون وقوع إصابات بين كادر المجلس. كما قصف الطيران الحربي والمروحي قرية الشيخ لطفي وطريق مطار حلب الدولي.